أثار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، موجة من السخرية والغضب الشعبي، بعد تصريحاته التي تحدث فيها عن "خطة شاملة لليوم التالي بعد القضاء على الحوثيين"، في وقت يعيش فيه اليمنيون أسوأ مراحل الانهيار الاقتصادي والمعيشي، وتُركت الجبهات بلا رؤية واضحة ولا حسم عسكري مرتقب.
مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت بتعليقات لاذعة اعتبرت حديث العليمي "ترفاً سياسياً فجاً" يعكس حجم الانفصال بين قيادة السلطة والواقع المأزوم الذي يرزح تحته المواطنون في مناطق نفوذ الحكومة. فاليمنيون – كما عبرت آلاف المنشورات – لا يبحثون عن وعود مستقبلية، بل عن خطة جادة واحدة للتحرر من قبضة الحوثي، التي ما زالت تقبض على صنعاء وأغلب الجغرافيا.
يقول ناشطون إن العليمي وحكومته بدلاً من تقديم حلول آنية للأزمات المتصاعدة، اختاروا الترويج لأوهام ما بعد الانتصار، رغم أن أي اختراق عسكري حقيقي لم يحدث منذ سنوات، في ظل تشرذم القيادة وتنافس مكوناتها على النفوذ والمكاسب، بدلاً من توحيد الجبهة واستعادة الدولة.
ورأى مراقبون أن "خطة اليوم التالي" التي تحدث عنها العليمي، تتناقض تماماً مع الواقع المرير في مناطق الشرعية، حيث ينهار الريال اليمني بلا أي تدخل فاعل، وتتفشى الفوضى في الأسواق، وسط غياب تام لمؤسسات الرقابة، واستمرار الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة.
موجة السخرية لم تكن مجرد رد فعل لحظي، بل تعبير صادق عن خيبة أمل متفاقمة في الأداء الرئاسي، وانعدام الثقة في قيادة عاجزة عن إنقاذ المواطن من الجوع والانهيار، لكنها تجد الوقت لصياغة سيناريوهات خيالية لما بعد الحرب، التي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً.