أطلق الصحفي مروان نبيل وصف صادم للواقع الخدمي والمعيشي في العاصمة عدن، مؤكدًا أن ما يجده الناس من كهرباء وماء وديزل واتصالات، لا يُمكن تسميته "خدمات"، بل هو "موت مؤجل" ونسخة معاصرة من التعذيب الروماني القديم.
وقال نبيل في منشور على حسابه الشخصي بموقع فيس بوك، تحت وسم "#موت_مؤجل"، إن الكهرباء التي لا تصل سوى ساعة ثم تغيب عشر ساعات، والماء الذي يأتي وكأنه صدقة، والديزل الذي لا يظهر إلا في نشرات الأخبار، ليست سوى أدوات تعذيب ممنهج. وأضاف: "هم لا يتركونك تموت. لا يطلقون عليك رصاصة الرحمة. فقط يتركونك تتنفس بشق الأنفاس، لتشم رائحة النفايات، وتعيش على ضوء شمعة وقلق دائم. فلا أنت حيّ بما يكفي لتفرح، ولا ميت بما يكفي لترتاح."
وأكد نبيل أن هذه المعاناة ليست ناتجة عن عجز أو فشل، بل هي سياسة مدروسة تهدف لإبقاء المواطن في حالة إنهاك مستمر، قائلاً: "هم لا يريدونك أن تنعم بحياة كريمة، ولا أن تموت بكرامة. فقط يريدونك أن تبقى معلقًا، مريضًا لا يُشفى، وجائعًا لا يموت، لأنهم بحاجة إليك كأداة دعاية في تقارير المنظمات: انظروا، نحن نحاول."
وسخِر الصحفي من محاولات التجميل الإعلامي للوضع، قائلاً: "هم يتاجرون برئتيك، ودمعتك، وقهوتك الباردة التي تشربها في الظلام، ولا يمدّون يدهم لتسحبك من الغرق، بل يطيلون خيط الأمل فقط ليقولوا للعالم إنهم أنقذوك."
وفي ختام منشوره، شدد مروان نبيل على أن ما يحدث ليس عشوائيًا أو سوء إدارة، بل خطة محكمة لترويض الناس عبر الألم، قائلاً: "هذا ليس فشلًا، هذا تخطيط. وهذا ليس عجزًا، هذه سياسة. وأنت، يا من لا تزال تحاول أن تفهم، افهم فقط أنهم لا يريدونك أن تفهم… فقط أن تتألم بصمت."