هز اعتراف صادم الوسط الإعلامي اليمني، بعد أن فجر الصحفي البارز رضوان الهمداني قنبلة من العيار الثقيل، كشف فيها عن الدور "القذر" الذي مارسه كثير من الصحفيين – بمن فيهم هو شخصيًا – في إسقاط نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح في فوضى فبراير 2011، من خلال الكذب والتضليل والتحريض المنهجي الذي أسهم في جرّ البلاد إلى دوامة الانهيار.
وكتب الهمداني في منشور شخصي أثار ضجة واسعة:
"أنا رضوان الهمداني، أقرّ وأعترف وأنا بكامل قواي العقلية، أن أغلبنا كصحفيين مارسنا أوسخ دور لإسقاط النظام في اليمن... أقسم بالله أننا مارسنا الكذب والدجل والتزييف نكاية بنظام عفاش."
وأضاف بنبرة ندم حادة: "البعض كان مغرّرًا به، والبعض الآخر تحركه أحقاد ومناطقية، وكان يعلم تمامًا أن ما ينشره كذب صريح ومبالغة مع سبق الإصرار والترصد."
وذهب الهمداني إلى حدّ وصف شريحة الصحفيين في اليمن بـ"الأوسخ"، محمّلًا الإعلام مسؤولية تأجيج الشارع والتحريض على إسقاط الدولة، وقال: "نحن من حرّضنا الشعب وهيّجنا الجماهير للخروج إلى الشوارع. أقر وأعترف، لأن ما قمنا به جريمة لا تُغتفر."
الاعتراف لم يتوقف عند حدود الدور السياسي، بل اتسع ليحمل الصحفيين مسؤولية المعاناة الإنسانية الجارية في البلاد، حيث قال: "كل طفل يموت جوعًا نحن السبب، كل من ينام جائعًا نحن شركاء في معاناته، كل امرأة تبيع عرضها لتعيش... أنا كنت سببًا في ذلك."
وختم الهمداني منشوره برسالة مؤثرة: "لا أبحث عن غفران من أحد، أنا فقط أعترف وأقرّ بالذنب أمام نفسي، وأمام الله."
تصريحات الهمداني قوبلت بردود فعل متباينة، بين من اعتبرها شجاعة أخلاقية متأخرة، ومن رآها محاولة لتبرئة الذات بعد فوات الأوان. لكنها بلا شك تسلط الضوء على الدور الكارثي الذي لعبه الإعلام المأجور والمسيّس في حرف الوعي الجماهيري، وتمهيد الطريق لانهيار الدولة اليمنية وسقوطها في مستنقع الحرب والفوضى التي كان المسؤول عنها الاول حزب الإصلاح الإخواني بدعم وتمويل مباشر من قطر وتركيا.