ضرب جندي في وحدة حماية المنشآت بالعاصمة عدن أروع الأمثلة في النزاهة والضمير، بعد أن أعاد مبلغًا ماليًا ضخمًا صُرف له عن طريق الخطأ من إحدى شركات الصرافة، رافضًا أن يمد يده لما لا يستحق.
وبحسب التفاصيل، توجه الجندي عبدالمجيد إلى شركة "الشامل" للصرافة لاستلام حوالة مالية من شقيقه بقيمة 73 ألف ريال يمني فقط، إلا أن الموظف المختص سلّمه دون قصد سندًا لحوالة أخرى تخص جهة تجارية وتبلغ قيمتها 15 مليون ريال يمني.
وما إن تقدّم الجندي للسحب حتى فوجئ بالموظفين يجمعون كميات ضخمة من النقود داخل شوالة "جونية"، من فئات مختلفة بينها 500 و1000 و200، طالبين منه تسلم المبلغ، وهو ما أثار استغرابه ودفعه لمراجعة السند، ليكتشف الفارق الهائل بين ما يستحقه وبين ما سُلّم له عن طريق الخطأ.
وبأخلاق الجندي الشريف، سارع عبدالمجيد إلى رفض الاستلام وأبلغ الموظفين بوقوع خطأ فادح، مؤكدًا أن ما له هو فقط 73 ألفًا، لا أكثر.
التحقيق السريع الذي أجرته الشركة أكد بالفعل أن هناك خطأ حصل في تسليم السندات، ليتم استعادة المبلغ الكبير وتقديم الشكر العميق للجندي.
من جهتهم، عبّر مسؤولو الشركة عن احترامهم الشديد لهذا التصرف المشرف، مؤكدين أن مثل هذه المواقف تبعث الأمل في زمن يعاني فيه كثيرون من الضائقة والفساد، مشيدين بأمانة الجندي عبدالمجيد، الذي أثبت أن الشرف لا يُقاس بالراتب، بل بالمبدأ.