كشف رئيس صحيفة "عدن الغد" فتحي بن لزرق فضيحة مدوّية، حول واحدة من أغرب أسباب انهيار الريال اليمني في مناطق الحكومة الشرعية، واصفًا اليمن بـ"دولة المُنَوِّم"، حيث يسيطر عدد من المضاربين في سوق الصرافة على مصير العملة وهم في حالة نوم شبه جماعي حتى ما بعد الظهر.
بن لزرق نقل في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، شهادة من أحد العاملين في قطاع البنوك والصرافة، الذي كشف أن الانهيارات المتسارعة في أسعار الصرف لا تحدث إلا بعد العصر، لأن "الصرّافين الكبار" ينامون حتى الرابعة عصرًا، ثم يستيقظون ويتفرغون للمضاربة بالعملة، فيتحقّق لهم ملايين الريالات السعودية خلال ساعات قليلة من اللعب بأسعار السوق دون رقيب أو محاسبة.
المصدر أكد أن هؤلاء يحققون أرباحًا خيالية – تصل إلى 4 و5 ملايين ريال سعودي – يوميًا من فارق المضاربة فقط، وأن العبث الجاري يقف خلفه عصابات صرافة استغلت غياب الدولة والرقابة في عدن والمناطق المحررة، مقابل انضباط صارم في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يُسجن أي صرّاف مضارب خلال 24 ساعة.
المثير في شهادة المصدر أن عددًا من هؤلاء المضاربين تخلّوا عن محلاتهم في صنعاء وفتحوا بدائل في عدن، فقط من أجل الغوص في "المضاربة المفتوحة"، مستغلين تراخي الأجهزة الحكومية والرقابية إلى حدٍ جعل السوق بلا حسيب ولا قانون.
وختم بن لزرق مقاله باقتراح ساخر من قلب المأساة: "إما دولة تسحبهم إلى سجن المنصورة، أو شعب يشتري لهم منوِّم يخليهم يواصلوا نومهم حتى الفجر.. غير كذا، مافيش حلول".
رسالة المقال كانت صادمة، لكنها تضع الإصبع على جرح اقتصادي غائر، يكشف بوضوح أن العملة تنهار في مناطق الشرعية ليس بسبب الحرب فقط، بل بسبب غياب الدولة وسيطرة "هوامير النوم" على الاقتصاد.