تُعد القرفة من التوابل الشهيرة المعروفة برائحتها الدافئة ونكهتها الحلوة، وهي أكثر من مجرد مكون موسمي، أو عنصر في لفائف القرفة.
استُخدمت القرفة، منذ قرون، في التقاليد الطهوية والطبية، نظرًا لمذاقها المميز، وفوائدها الصحية المحتملة. لكن على الرغم من مزاياها العديدة، فإن الإفراط في تناولها قد يسبب أضرارًا صحية.
وتُستخرج القرفة من اللحاء الداخلي لأشجار دائمة الخضرة من جنس Cinnamomum، وتلتف بشكل طبيعي إلى أعواد أثناء تجفيفها، تُعرف باسم "العيدان". وغالبًا ما تُطحن هذه الأعواد إلى مسحوق يُستخدم في أطباق متنوعة، من الحلويات، ودقيق الشوفان، إلى الأطعمة المالحة، والمشروبات، مثل القهوة، وعصير التفاح.
وبحسب موقع "يو إس إيه توداي"، هناك نوعان رئيسان من القرفة: قرفة سيلان (المعروفة بـ"القرفة الحقيقية") التي تمتاز بمذاقها الرقيق، وسعرها المرتفع، وقرفة كاسيا، وهي الأقوى نكهة، والأكثر انتشارًا، والأرخص ثمنًا.
من الناحية الغذائية، تحتوي القرفة على الكربوهيدرات والألياف والبروتين، إلى جانب معادن، مثل: الكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم. وتشتهر القرفة بقدرتها على تنظيم مستويات السكر في الدم من خلال تحسين حساسية الجسم للأنسولين.
وتشير الدراسات إلى أن تناول نصف ملعقة صغيرة يوميًا قد يُحدث فرقًا كبيرًا في مستويات السكر، ما يجعلها مفيدة في الوقاية من السكري من النوع الثاني، كما أنها بديل منخفض السعرات للسكر.
والقرفة غنية بمضادات الأكسدة، مثل البوليفينولات، التي تساعد على محاربة الإجهاد التأكسدي، وقد تقلل من الالتهابات، وهي عوامل مرتبطة بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان. كما قد تسهم في خفض الكوليسترول الضار، وتخفيف مشاكل الجهاز الهضمي، وربما حماية الدماغ من أمراض التنكس العصبي مثل ألزهايمر.
مع ذلك، يحذّر الخبراء من أن الإفراط في استخدامها قد يكون ضارًا؛ إذ يؤدي إلى ردود فعل تحسسية، أو آلام في المعدة، أو تداخلات مع أدوية مثل مميعات الدم. كما أن قرفة كاسيا تحتوي على مركب الكوماين، الذي قد يسبب ضررًا للكبد عند تناوله بكميات كبيرة. وتُعد ملعقة صغيرة أو أقل يوميًا آمنة لمعظم الأشخاص.
ورغم أن فوائد القرفة حقيقية، فإن اختصاصيي التغذية يحذّرون من المبالغة في الادعاءات، مثل قدرتها على إذابة دهون البطن أو خسارة الوزن السريعة. ولغالبية الناس، فإن استخدام القرفة كمنكه في الطعام بكميات صغيرة، يوميًا، يعد آمنًا ومفيدًا، فقط لا تعاملوها على أنها علاج سحري.