أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الأربعاء، مسؤوليتها عن تنفيذ عملية هجومية مزدوجة استهدفت السفينة التجارية "ETERNITY C" أثناء توجهها إلى ميناء أم الرشراش (إيلات) في جنوب فلسطين المحتلة.
وقال ما يعرف بالمتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيان متلفز، إن العملية نُفّذت باستخدام زورق مسيّر وستة صواريخ باليستية ومجنحة، وأسفرت عن "إغراق السفينة بشكل كامل"، مشيرًا إلى أن الهجوم موثّق بالصوت والصورة، وأن وحدة حوثية خاصة تحركت بعد الضربة "لإنقاذ عدد من أفراد الطاقم وتقديم الرعاية الطبية لهم"، حسب تعبيره.
وأكد سريع أن السفينة المستهدفة تجاهلت التحذيرات السابقة، وأن استهدافها جاء ردًا على ما وصفه بـ"انتهاك الحظر على التعامل مع الموانئ الإسرائيلية"، زاعما أن أي سفينة تتعامل مع إسرائيل ستُعتبر هدفًا مشروعًا، بغض النظر عن جنسيتها أو طبيعة حمولتها.
من جانبها، أعلنت قوة "أسبيدس" البحرية الأوروبية، اليوم، أنها تمكنت من إنقاذ ستة من أفراد طاقم السفينة، في عملية معقدة جنوبي غربي ميناء الحديدة، مؤكدة أن حالتهم "متدهورة للغاية" وتم نقلهم لتلقي الرعاية الطبية العاجلة.
وأوضحت القوة الأوروبية أن 19 بحارًا لا يزالون في عداد المفقودين، من بينهم 10 فلبينيين وبحار روسي، فيما أكدت تقارير أولية مقتل أربعة من الطاقم أثناء الهجوم، الذي وصف بأنه الأعنف منذ بدء الحوثيين استهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر.
وفي سياق متصل بالتصعيد الحوثي أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في إحاطته أمام مجلس الأمن اليوم الأربعاء، عن "قلقه البالغ" من التصعيد الخطير في البحر الأحمر، محذرًا من أن استمرار الهجمات الحوثية يهدد أمن المنطقة واستقرار اليمن.
وقال غروندبرغ: "هذه أولى الهجمات التي تستهدف سفنًا تجارية منذ أكثر من سبعة أشهر، ونخشى من أن يؤدي هذا التصعيد إلى تعقيد فرص التهدئة الهشة في اليمن والمنطقة".
كما أشار إلى الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء وموانئ الحديدة، محذرًا من أن اليمن بات ينزلق إلى مستنقع المواجهة الإقليمية، داعيًا إلى حماية البنية التحتية المدنية وضمان حرية الملاحة.
وتعد عملية استهداف "ETERNITY C" واحدة من أخطر الضربات التي طالت السفن التجارية في البحر الأحمر منذ بداية العام، خصوصًا بعد إعلان الحوثيين توسيع نطاق عملياتهم البحرية لتشمل البحر العربي، متوعدين بمزيد من الاستهدافات حتى "يتوقف العدوان على غزة"، وفق تعبيرهم.