عادت السماء في وقت متأخر من مساء الجمعة لتغدق بالخير على العاصمة المحتلة صنعاء، حيث شهدت المدينة ومحيطها هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة، غمرت الشوارع بروائح المطر الأولى وملأت الأجواء بأصوات الرعد ووميض البرق، في لحظة ارتياح استقبلها المواطنون بشوق وسرور.
وأفادت مصادر محلية أن الأمطار بدأت بالهطول مع حلول المساء في عدد من الأحياء السكنية بأمانة العاصمة، وسط أجواء ملبدة بالسحب الكثيفة، التي لا تزال تحوم فوق المدينة، ما يُنذر باستمرار الأمطار خلال الساعات القادمة.
ولم تقتصر الغيوم المحملة بالخير على صنعاء فحسب، إذ تشير التوقعات الجوية الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد إلى أن محافظتي تعز وصعدة على موعد مع هطولات غزيرة، نتيجة تشكّل سحب رعدية كثيفة تتحرك باتجاه المناطق الجبلية والسهول المنخفضة.
ودعت هيئة الأرصاد المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، خاصة في المناطق الجبلية، ومجاري الأودية التي قد تشهد تدفقًا للسيول، بفعل تواصل هطول الأمطار في فترات متقطعة، محذّرة من خطر الانهيارات الصخرية، وتدنّي الرؤية الأفقية على الطرق الرئيسية.
وتتزامن هذه الأمطار مع موجة من التقلبات المناخية التي تشهدها اليمن هذه الأيام، في ظل تحذيرات متكررة من الجهات المختصة بعدم الاقتراب من الممرات المائية، والبقاء في مواقع آمنة حتى زوال الخطر.
وتبقى رسائل الدفاع المدني والأرصاد الجوية بمثابة تنبيهات حياة، خاصة مع احتمالية استمرار الأمطار خلال الساعات المقبلة، والتي وإن كانت تحمل الخير، إلا أن السلامة تبقى أولوية في ظل البنية التحتية المتدهورة التي تجعل من كل مطر خطرًا مضاعفًا.