وسط هشاشة الواقع الأمني وعمق الانفلات في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، تحوّلت إحدى الفعاليات الطائفية التي نظمتها الجماعة اليوم الجمعة في ساحة جامعة إب – التي اغتصبتها المليشيا لتحويلها إلى منبر دعائي – إلى ساحة فوضى ورعب دموي، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين الحاضرين.
وقالت مصادر محلية، ان الخلاف بدأ بتلاسن وصراخ بين عدد من الحاضرين حول من سيحظى بالتصوير أولًا بجوار القيادي الحوثي المدعو "قاسم المساوى"، وكيل المحافظة المعين من قبل الجماعة، قبل أن يتطور الموقف إلى اشتباك بالأيدي، ومن ثم إلى إطلاق نار مباشر وسط الحشود.
الفعالية تحوّلت في لحظات إلى مشهد فوضوي، حيث هرع الناس هاربين شرقًا وغربًا وسط حالة من الذعر، قبل أن تهدأ الأمور لبضع دقائق، لتعود الاشتعالات من جديد، وتنتهي بسقوط قتيل وإصابة اثنين آخرين، في واقعة جسّدت مدى الاستهتار بأرواح الناس في ظل حكم المليشيا.
وتحوّلت الجامعات في مناطق الحوثيين – كما يؤكد ناشطون – من صروح تعليمية إلى منصات تعبئة طائفية، حيث تُفرض الفعاليات الحوثية بالقوة، ويُجبر الطلاب والموظفون على الحضور، وسط اختطاف تام لدور المؤسسات الأكاديمية، وتحويلها إلى أدوات لخدمة مشروع طهران العقائدي.
واعتبر ناشطون الحادثة دليلاً جديدًا على الفساد البنيوي داخل المليشيا التي لا تحكم بالقانون، بل بـ"من يصوّر أولاً" بجوار مسؤوليها، في مشهد هزلي ومأساوي يجمع بين السخرية والدم.