في خطوة تعكس تحولًا نوعيًا في المشهد الأمني والسياسي بمحافظة الضالع، استقبلت المحافظة وفدًا رسميًا من ممثلي مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، ضمن زيارة ميدانية وُصفت بـ"المفصلية"، لتوثيق التقدم المحرز على صعيد الأمن والاستقرار، بعد فتح الطريق الرئيسي الذي ظل مغلقًا لسنوات طويلة.
شملت الزيارة التي جرت في الثاني من يونيو، تفقد النقاط الأمنية المنتشرة على امتداد الطريق، والاطلاع على آلية تنظيم المرور، والتفاعل بين الأجهزة الأمنية والمواطنين. وأبدى الوفد ارتياحه لما وصفه بـ"التحول الإيجابي"، مشيرًا إلى أن الضالع باتت تقدم نموذجًا للتعافي والانفتاح بعد سنوات من التوتر.
الدكتورة زينب القيسي، الناشطة الحقوقية وعضو خطة بناء السلام – الأمم المتحدة، اعتبرت أن الزيارة "تمثل شهادة أممية على نجاح جهود أبناء الضالع في فرض الأمن وبناء جسور الثقة". وأضافت: "نجاح هذه الخطوة لم يكن ممكنًا لولا الإرادة السياسية الصادقة والتنسيق الفاعل بين مختلف المكونات السياسية والعسكرية والاجتماعية في الضالع. ما تحقق هنا يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به في سائر المحافظات، متى توفرت النوايا الصادقة والعمل الجماعي."
ودعت القيسي المنظمات الدولية والمغتربين والتجار الوطنيين إلى توجيه دعمهم نحو مشاريع التنمية، خاصة في مجالات إصلاح الطرقات والبنية التحتية، التي تُعد شريانًا أساسيًا لحياة المواطنين. وأشارت إلى أن فتح الطرقات لا يعني فقط كسر العزلة، بل إنقاذ الأرواح التي تزهق يوميًا بسبب سوء الطرق.
وثمّنت القيسي دور القيادة العليا في الدولة، ومحافظ الضالع، وقائد الحزام الأمني، وقيادات المجلس الانتقالي، مؤكدة أن الإنجاز الذي تحقق لا ينسب لجهة واحدة، بل هو "مكسب وطني يعكس روح التكاتف والمسؤولية المشتركة".
وخلال الزيارة تم الإعلان عن تجهيز فريق شرطة نسائية لأول مرة في الضالع، إلى جانب تنفيذ مشاريع خدمية جديدة، مثل إنشاء مرافق صحية وعيادة إسعافات أولية في مناطق التماس، بدعم من منظمات إنسانية، في إطار تعزيز بيئة الأمن والخدمات لجميع المواطنين.
وأشادت القيسي بنشاط فريق "إشراق الشبابي" في الضالع، واصفة إياهم بـ"منارة أمل وسفراء سلام"، لما يبذلونه من جهود لنشر ثقافة التعايش ومحاربة العنصرية والمناطقية، داعية الشباب اليمني في جميع المحافظات إلى الاقتداء بهذا النموذج الملهم.
وأكدت القيسي أن "السلام الحقيقي يبدأ من الداخل، من المصالحة المجتمعية والعمل المشترك"، مشيرة إلى أن ما تحقق في الضالع هو "خطوة أولى على طريق طويل نحو يمن مزدهر، آمن، وموحد".