كشفت منصة "ديفانس لاين" اليمنية المتخصصة في الشؤون العسكرية، عن معلومات استخباراتية خطيرة تؤكد حصول ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على معدات ومكونات حساسة تُستخدم في إنتاج الوقود الصاروخي الصلب، ما يمثل تصعيدًا نوعيًا في قدراتها العسكرية يهدد الأمن الإقليمي والدولي.
ونقلت المنصة عن مصدر دفاعي مطلع، أن الجماعة الحوثية باتت تمتلك خلاطات وغلايات متطورة تُستخدم في مزج مواد شديدة الخطورة، على رأسها نترات الأمونيوم والألمنيوم، لإنتاج وقود صواريخ متوسطة المدى تصل إلى أكثر من 3000 كيلومتر. ورجّح المصدر أن تكون هذه التكنولوجيا قد نُقلت من إيران ضمن خطة ممنهجة لمواجهة الضغط الأميركي والضربات الإسرائيلية الأخيرة.
ووفقاً لتقارير نقلت عنها المنصة، فقد وصلت إلى الحوثيين شحنات ضخمة من "نترات الأمونيوم" و"بيركلورات الصوديوم" و"نترات البوتاسيوم الخام" قادمة من إيران وليبيا ودول وسيطة، في ظل نشاط تهريبي منظم. كما كشفت التقارير عن مساعٍ إيرانية لتوريد هذه المواد عبر صفقات مع شركات صينية وشحنها عبر ميناء بندر عباس.
وأشار الخبراء إلى أن هذا التطور يعزز قدرة الحوثيين في تصنيع ذخائر متطورة، وتخزينها بكفاءة، ويمنحهم ميزة جاهزية تشغيلية عالية، وهو ما بدا واضحاً في وتيرة إطلاق الصواريخ منذ أواخر 2023، ضمن ما سمته الجماعة "معركة الإسناد للمقاومة"، وسط تهديدات مستمرة للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.
وتؤكد "ديفانس لاين" أن الجماعة لا تكتفي بالوقود الصاروخي، بل باتت تسعى لتطوير طائرات مسيّرة عبر مكونات خلايا وقود هيدروجينية، منها شحنات صينية تم ضبطها في البحر الأحمر، إلى جانب صواريخ مدفعية موجهة ومحركات أوروبية الصنع ورادارات وأجهزة تتبع للسفن.
واعتبر خبراء تحدثوا للمنصة أن هذا التوسع العسكري المدعوم إيرانيًا، يمثل خطرًا وجوديًا على أمن المنطقة، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات جسيمة لكبح هذا التصعيد قبل أن يبلغ مرحلة اللاعودة.