مع تزايد الإهمال الرسمي والفوضى في محافظة تعز، تحوّلت عدد من المقابر داخل المدينة إلى مقالب للقمامة ومأوى للحيوانات النافقة والكلاب الضالة والزواحف، في انتهاك صارخ لحرمة الموتى، وتهديد مباشر لحياة السكان المجاورين.
ووفقاً لشهادات محلية خاصة، فإن الإهمال المريع من قبل السلطات المحلية، وصندوق النظافة، ومكتب الأوقاف، ساهم في تحويل تلك المقابر إلى بيئة ملوثة ومصدر للأمراض، حيث باتت مرتعاً للروائح الكريهة والكلاب الشاردة التي تتخذ من المقابر مأوى لها، خصوصاً خلال الليل.
وطالب السكان الجهات المعنية في قيادة المحافظة بسرعة رفع أكوام القمامة، واستكمال بناء أسوار المقابر وتركيب بوابات تحميها من العبث والامتهان، مشددين على ضرورة تفعيل الدور الرقابي، وردع كل من يساهم في تحويل المقابر إلى مكب نفايات.
وقال عدد من الأهالي:"الكلاب الضالة أصبحت مشهداً يومياً في شوارع المدينة، بل تجرأت حتى على دخول الأحياء السكنية، وغالباً ما تلجأ للمقابر للاختباء أو البحث عن طعام وسط أكوام القمامة، وهذا يمثل خطراً حقيقياً على الأطفال والسكان المجاورين".
وفي ظل هذا الواقع المأساوي، دعا الأهالي الصحفيين، والكتّاب، والناشطين إلى الوقوف بجانبهم في معركتهم لحماية حرمة الموتى وكرامة الأحياء معاً، مؤكدين أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الإهمال المستفز، وأنهم بصدد تنظيم خطوات احتجاجية لتسليط الضوء على الكارثة.
وفي مبادرة فردية لردّ الاعتبار لحرمة المقابر، كشف أحد المواطنين القاطنين قرب مقبرة الأوجينات، عن عزمه إطلاق مبادرة خيرية مجتمعية لتنظيف المقابر وحمايتها، مؤكداً أنه تلقى دعماً ومشاركة من عدد من أهالي الموتى الذين أبدوا استعدادهم للمساهمة بالمستلزمات اللازمة لحملات النظافة.
ودعا المواطن، في رسالته للجهات الرسمية ورجال المال والأعمال في تعز، إلى دعم هذه المبادرة الإنسانية التي تخدم الجميع، ولا تقتصر على أحد بعينه، مطالبًا بتحويل الفكرة إلى مشروع دائم يحمي كرامة الموتى وحقهم في مرقد نظيف ومحترم.