آخر تحديث :السبت-28 يونيو 2025-01:34ص
اخبار وتقارير

فضائح تعز الاستثمارية.. سور بلا أساس وطريق بـ50 مليون ينهار قبل أن يبدأ

فضائح تعز الاستثمارية.. سور بلا أساس وطريق بـ50 مليون ينهار قبل أن يبدأ
السبت - 28 يونيو 2025 - 12:42 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - محرم الحاج

كشفت فضيحتان صادمتان في مديرية المظفر بمحافظة تعز، حجم العبث بالمال العام في مشاريع وهمية ومتعثرة، تم تمريرها تحت يافطة "الاستثمار" بينما تغرق المدينة في مستنقع الإهمال وغياب المحاسبة.

الفضيحة الأولى: سور مدرسة بدون أساسات

في يناير 2024، وضمن ما سُمي بـ"مشروع شراء وتسوير مدرسة الثلاثاء" في منطقة المحصاب، جرى تشييد سور كامل دون أي حفر للأساسات، وهو ما فضحته الأمطار الأخيرة التي كشفت زيف الإنجاز وأظهرت هشاشة التنفيذ (الصورة المرفقة توضح الانهيار).

الفضيحة الثانية: 50 مليون مقابل لسان إسمنتي هزيل!

مشروع "طريق عقبة المحصاب" الذي يفترض به أن يخدم آلاف السكان، لم يتجاوز على الأرض سوى لسان إسمنتي بعرض متر ونصف وطول 30 متر فقط، بتكلفة فاقت 50 مليون ريال.

الأدهى من ذلك أن اللسان صُبَّ قبل بناء الجدران الساندة، في مخالفة فنية فاضحة، جعلت من الطريق مشروعًا معطّلاً منذ اللحظة الأولى.

و أصبحت المشاريع في مديرية المظفر أشبه بمصائد علنية للفساد، حيث تُبتكر الأساليب ويتم تجميل الفشل باللافتات والصور الدعائية، فيما تغيب الرقابة الحقيقية على الأداء، وتُستغل تدخلات المنظمات الأممية والمحلية كغطاء لنهب المال العام.

الواقع لا يكذب: لا مشاريع مكتملة، ولا خدمات ترتقي لطموحات المواطن، فقط صور مدير عام المديرية تتصدر المشهد، وكأن المسؤولية منصب للتباهي لا للتكليف.

بينما يعاني المواطن البسيط من انقطاع الخدمات وفقر الحال، ينشغل بعض المسؤولين بتلميع صورتهم في وسائل التواصل، متناسين أن النجاح يُقاس بتحسين حياة الناس، لا بعدد المتابعين.

و في الوقت الذي يُفترض أن تكون فيه المجالس المحلية جدار الدفاع الأول عن الناس، اختار أعضاؤها الصمت المطبق، تاركين المواطن وحده يطالب بحقه، بينما يتفرجون من أبراجهم الرسمية.

فما فائدة مناصبهم إن لم تكن وسيلة للدفاع عن البسطاء؟ وهل أصبحت صرخة الناس لا تُسمع، إلا إن رافقتها كارثة؟!.

كلمة أخيرة للمسؤولين في تعز:

المنصب ليس وسامًا، بل أمانة.

والمواطن لن يذكركم بعدد الصور والمنشورات، بل بما تركتموه من أثر في حياته.

تحركوا اليوم من أجل تعز، فغدًا قد لا يذكركم أحد.

ولتكن الغاية تعز... لا المناصب.