تُعرض اليوم الخميس قطعة أثرية يمنية نادرة ضمن مزاد علني بمدينة برشلونة الإسبانية، في واقعة تُثير تساؤلات مؤلمة حول مصير آثار اليمن المنهوبة.
القطعة، وهي شاهد قبر حجري مهيب من مملكة قتبان القديمة، تعود للفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وتُعرض حاليًا ضمن مجموعة دار "تمبلوم" للفنون الجميلة، وسط عشرات الكنوز والتحف النادرة من مختلف الحضارات.
الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، كشف عبر منشور له بموقع فيس بوك أن الشاهد يجسّد رأس ثور منحوتًا ببراعة لافتة، رمزًا للقوة والخصوبة والحماية، وهي رموز متجذرة في الفنون الجنائزية لليمن القديم. ويتّسم العمل الفني بتفاصيل دقيقة: عيون لوزية، خطم بارز، وأذنان مرفوعتان، تُبرز مدى تطور تقنيات النحت في حضارات جنوب الجزيرة.
لكن ما يثير الريبة، بحسب الباحث، هو وجود نقش بخط المسند اليمني القديم يبدو مضافًا بطريقة غير أصيلة، مما يُرجّح أنه أُدرج لاحقًا لأغراض تسويقية في سوق تهريب الآثار.
وتنتمي القطعة لمجموعة أوروبية خاصة، ما يعكس استمرارية تهريب وبيع آثار اليمن في الخارج، وسط تدهور أمني وفوضى ناجمة عن الحرب، وغياب رقابة رسمية تحمي كنوز البلاد من الضياع أو المتاجرة.
تعرض هذه الحادثة جرحًا ثقافيًا نازفًا، وتطرح تساؤلات حادة: إلى متى سيظل الإرث اليمني يُباع في مزادات العالم كسلعة؟ وأين هي جهود الدولة والمجتمع الدولي لوقف نزيف حضارةٍ عريقة تُنهب قطعةً بعد أخرى؟