شهدت العاصمة عدن، حالة غضب واستياء شعبي واسع عقب اقتحام قوة أمنية مسجد عمر بن الخطاب في مديرية المنصورة، وقيامها بإطلاق النار داخل حرم المسجد وتهديدها بتفجيره، قبل أن تقدم على اعتقال خطيب وإمام المسجد، الشيخ محمد الكازمي، بالقوة وبطريقة أثارت صدمة واستنكاراً واسعاً.
وأظهر تسجيل مصور تم تداوله على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، تفاصيل الحادثة التي وقعت عقب أداء صلاة الفجر، حيث ظهرت قوة أمنية مسلحة وهي تقتحم المسجد بشكل مفاجئ وتعتدي لفظياً وجسدياً على الشيخ الكازمي، قبل أن تجرّه إلى خارج المسجد أمام أعين المصلين الذين حاولوا التصدي للقوة ومنعها من تنفيذ الاعتقال.
وأفاد شهود عيان أن القوة أطلقت النار داخل المسجد وهددت بتفجيره في حال لم يتم تسليم الشيخ، وسط حالة من الذعر والذهول سادت أوساط المصلين، خصوصًا الأطفال وكبار السن الذين كانوا متواجدين داخل المسجد في تلك اللحظة.
وأثار المقطع المتداول ردود فعل غاضبة بين المواطنين والناشطين والمثقفين، الذين اعتبروا ما جرى إهانة بالغة لحرمة المساجد، واعتداء صارخاً على رجل دين معروف بالاعتدال والبر والصلاح، مطالبين بمحاسبة المتسببين في هذا الفعل "المشين"، الذي وصفوه بأنه "تجاوز خطير لكل القوانين والأعراف الدينية والاجتماعية".
وأكد المواطنون في تعليقاتهم أن مثل هذه الممارسات تسيء بشدة إلى الأجهزة الأمنية، وتؤدي إلى تفكك الثقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة، مشيرين إلى أن كان من الممكن استدعاء الشيخ الكازمي بطرق قانونية ووفق الأطر المتبعة، بدلاً من هذا "الاقتحام الصادم" الذي تسبب في جرح عميق في نفوس الأهالي.
ويُعد الشيخ محمد الكازمي من الشخصيات الدينية المعروفة في عدن، وله سجل حافل في النشاط الدعوي والخيري، ويُعرف بمواقفه المعتدلة وتعاونه مع مختلف الجهات الرسمية والمجتمعية، ما جعل من حادثة اقتحام المسجد واعتقاله صادمة وغير مبررة في نظر كثيرين.
وفي السياق ذاته، دعا ناشطون ومنظمات مدنية وحقوقية إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف حول ملابسات الحادثة، ومحاسبة من أصدر الأوامر باقتحام المسجد وتهديد حرمته. كما طالبوا وزارة الداخلية والجهات القضائية بتوضيح الأسباب الحقيقية وراء هذا التصرف، وما إذا كانت هناك مذكرة توقيف أو أوامر قانونية صدرت بحق الشيخ الكازمي.
إدارة الفكر والإرشاد في الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي – العاصمة عدن، استنكرت ما حدث مؤخرًا من انتهاك سافر وتعدٍّ على حرمة أحد بيوت الله، وما رافقه من تصرفات تنافي تعظيم مكانة المساجد وحرمتها في ديننا الإسلامي الحنيف. وإثارة الفوضى وقلاق السكنية فيها.
وأكدت أن هيبة الدولة وتطبيق النظام حق مشروع بالطرق القانونيةالمتبعة، فإننا نُشدّد في ذات الوقت على أن للمساجد حرمة عظيمة لا يجوز انتهاكها تحت أي ظرف.
وأوضحت: " إننا في إدارة الفكر والإرشاد انتقالي العاصمة عدن نؤكد على أنه يجب تجنيب المساجد كل ما يسيء إليها ويثير الفتن والفوضى فيها ، وأن تُراعى فيها الأحكام الشرعية والضوابط الأمنية الحكيمة التي تحفظ هيبتها وتطمئن قلوب مرتاديها". شاكرة للقائد عبد الرحمن المحرمي، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، سرعة تجاوبه وتقدير دوره الفعال والمحوري في معالجة القضايا والملفات الهامة المرتبطة بحياة المواطن، ولا شك أن سرعة استجابته وتوجيهاته الحكيمة في هذا الأمر تحديدا، تعكس جملة من الصفات القيادية التي يتسم بها، وتؤكد التزامه الراسخ بخدمة قضايا الوطن المواطن .
داعية جميع الجهات المعنية إلى التحلي بالمسؤولية في التعامل مع بيوت الله، والتنسيق المسبق مع الجهات ذات العلاقة عند الحاجة، حفظًا لمكانة هذه الدور الطاهرة في قلوب الناس، وتعظيمًا لشعائر الله.