تتصاعد التحذيرات من كارثة مالية تلوح في الأفق، مع استمرار انهيار العملة الوطنية وسط فوضى عارمة تضرب أسواق الصرف في مناطق الشرعية، في وقتٍ يظهر فيه محافظ البنك المركزي أحمد المعبقي بتصريحات مثيرة للجدل وُصفت بـ"السطحية والهروب إلى الوهم".
الخبير الاقتصادي وفيق صالح حذّر من أن الريال اليمني لم يعد يخضع لأي قواعد اقتصادية مفهومة، بل بات ضحية لتلاعب منظم وعشوائية قاتلة تعكس انهيار كامل للنظام النقدي في البلاد. وأكد أن ما يجري ليس نتاجاً لتقلبات طبيعية في العرض والطلب، بل نتيجة غياب حوكمة، وشلل سياسات البنك المركزي، ونقص حاد في النقد الأجنبي.
وقال صالح إن البنك المركزي فقد وظائفه الرئيسية، وأصبح بلا رؤية أو أدوات حقيقية لإدارة الأزمة، وسط استسلام رسمي للفوضى، واستمرار تعيين شخصيات غير مؤهلة في مواقع حساسة تتحكم بمصير الاقتصاد اليمني.
وفي مشهد زاد من سخط الشارع اليمني، خرج محافظ البنك المركزي أحمد المعبقي ليصف سعر الصرف في مناطق سيطرة الحوثيين بـ"السعر الوهمي"، دون أن يقدم أي حلول لتدهور الريال المستمر في المناطق المحررة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بطلب السماح الأميركي لفروع بنوك تعمل من مناطق الحوثي، وهو ما فُسّر على أنه تواطؤ مع اقتصاد المليشيا التي تنهك اليمنيين.
تصريحات المعبقي أثارت موجة انتقادات واسعة، حيث طالبه اقتصاديون وناشطون بتطبيق "سعر وهمي" مماثل في مناطق الشرعية إذا كان ذلك سيوقف نزيف الريال، متهمين إياه بالهروب من الواقع وتجميل الفشل المستمر في إدارة ملف الصرف.
الفوضى المستمرة في سوق العملة تنذر بكارثة معيشية خانقة، في ظل ارتفاع جنوني للأسعار وتآكل القدرة الشرائية للمواطن، فيما تغيب أي معالجات جادة من الحكومة والبنك المركزي، ما يدفع اليمن نحو حافة الانهيار الشامل.