أكدت الحكومة اليمنية، اليوم الخميس، أمام مجلس الأمن الدولي أن لا سلام ممكن في اليمن بوجود ميليشيات الحوثي التي تمثل "تهديدًا بنيويًا" للسلم الإقليمي والدولي، مشددة على أن استمرار الهجمات على منشآت النفط واحتجاز الموظفين الأمميين يعمّق الانهيار الاقتصادي ويُهدد بكارثة إنسانية لا يمكن احتواؤها.
وقال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، في كلمته أمام الجلسة الخاصة بالحالة في الشرق الأوسط، إن توقف تصدير النفط نتيجة الاعتداءات الحوثية دمّر الموارد السيادية، وأفقد الحكومة قدرتها على تأمين الخدمات الأساسية، وأدى إلى انهيار متسارع في القطاع الصحي، محذرًا من تفشي الأوبئة والحميات في عدد من المحافظات.
وأضاف السعدي أن اليمن لا يزال يدفع ثمناً فادحاً لحرب عبثية فجّرتها ميليشيات إرهابية مدعومة من النظام الإيراني، رفضت جميع مبادرات السلام، وقوّضت جهود التهدئة، وعطلت خارطة الطريق التي طرحتها المملكة العربية السعودية بدعم أممي ودولي، مؤكدًا أن هذه الجماعة لا تؤمن بالدولة ولا بالسلام، بل تسعى إلى فرض مشروع عقائدي متطرف.
وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية تمارس أوسع عمليات تجنيد للأطفال، وتقمع الصحفيين والمعارضين، وتخزن الأسلحة في الأحياء السكنية معرضة حياة المدنيين للخطر، كما حصل في كارثة انفجار مخازن الأسلحة في بني حشيش وتعز، والتي أودت بحياة عشرات المدنيين، معظمهم نساء وأطفال.
وفي إدانة شديدة، وصف السعدي احتجاز موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بأنه "تصعيد خطير يهدد البيئة الإنسانية في اليمن"، داعيًا الأمم المتحدة إلى نقل مقرات وكالاتها إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان أمن وسلامة موظفيها ومنع الحوثيين من مواصلة الابتزاز السياسي والإنساني.
وحذر السعدي من أن جماعة الحوثي، بممارساتها الإرهابية واختطافها للسفن وزراعة الألغام في البحر الأحمر، لا تهدد اليمن فحسب، بل الأمن القومي العربي والممرات البحرية الدولية، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات ليست ردود أفعال آنية، بل استراتيجية مستمرة منذ سنوات.
وشدّد مندوب اليمن على أن الحكومة الشرعية، رغم كل هذه التحديات، متمسكة بالسلام، وتواصل تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية شاملة تهدف إلى تعزيز الشفافية وتنمية الموارد وتحقيق الاستقرار، داعيًا المجتمع الدولي إلى مضاعفة دعمه للحكومة اليمنية بوصفه استثمارًا مباشرًا في أمن المنطقة والعالم.
واختتم السعدي بالقول: "السلام الحقيقي لا يمكن أن يُبنى على ركام الأكاذيب ولا على جثث الأطفال ولا على أنقاض مؤسسات الدولة التي دمرتها الميليشيات. السلام يحتاج إلى شريك حقيقي، ونحن في اليمن لا نراه حتى الآن".