خطوة مفاجئة تفتح الباب أمام أزمة إنسانية متفاقمة، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، يوم الاربعاء، إنهاء خدماتها الطبية المباشرة في مدينتي تعز ومأرب، بعد سنوات من العمل الإنساني في خطوط التماس مع المعاناة.
وأكدت المنظمة في بيان رسمي، أنها قامت بـتسليم كامل أنشطتها الطبية للسلطات المحلية في المدينتين، مشيرة إلى أن القرار جاء بعد تقييم شامل لمراحل العمل وتحديات البيئة الميدانية، مع الإبقاء على دعمها الصحي في مشاريع أخرى داخل اليمن.
وتعد المنظمة أحد أعمدة الرعاية الصحية المجانية في اليمن، وسبق أن قدمت في مأرب وحدها خلال عام 2024 أكثر من 32 ألف استشارة طبية، وأكثر من 6 آلاف جرعة لقاح، كما عالجت 420 طفلًا من سوء التغذية.
وفي تعز، دعمت المنظمة مستشفى الجمهوري وساهمت في إجراء نحو 9 آلاف ولادة، واستقبلت آلاف النساء والأطفال في أقسام الطوارئ والولادة وحديثي الولادة.
وفي تعليق لافت، قال تيلا محمد، رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في صنعاء: "في الوقت الذي تتراجع فيه قدرة الناس على الوصول إلى الرعاية الطبية، نشدد على أهمية حماية المرافق الصحية وتسهيل العمل الإنساني دون عوائق".
هذا الانسحاب، الذي وُصف بأنه ضربة موجعة للقطاع الصحي في مدينتين تعانيان ويلات الحرب والنزوح والانهيار المعيشي، يطرح أسئلة ملحة: من سيملأ الفراغ؟ من سيتولى علاج الأمهات والأطفال والنازحين؟ وكيف ستواجه المرافق المحلية هذا العبء الصحي الهائل؟
وتبقى أطباء بلا حدود ملتزمة، وفق بيانها، بمواصلة تقديم خدماتها الإنسانية في عشر محافظات يمنية أخرى، مركزة على الرعاية الطارئة والإصابات البليغة ودعم الأمهات والأطفال، حيث تشتد الأزمات وتتضاعف الحاجة.