كشفت مصادر عسكرية مطلعة عن أن زعيم العصابة عبد الملك الحوثي أصدر توجيهات صارمة تقضي بمنع تشييع قادة الجماعة الذين لقوا مصرعهم في الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة، في خطوة تعكس حجم الفاجعة التي تلقتها المليشيا وخوفها من انهيار معنويات أتباعها.
وبحسب المعلومات التي كشفتها منصة ديفانس لاين اليمنية المتخصصة بالشؤون العسكرية، فقد أبلغ ما يسمى "المكتب الجهادي" التابع للحوثيين القيادات الميدانية بوقف مراسم الدفن الجماعي، وعدم إعلان أسماء القتلى، وتأجيل أي تحرك جنائزي حتى إشعار آخر، فيما وُصفت التوجيهات بأنها "أوامر مركزية عليا من زعيم الجماعة مباشرة".
المصادر ذاتها أكدت أن المليشيا تخفي جثامين نحو 15 من أبرز قادة الصف الثاني، ممن يشرفون على منظومات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وتخطط لتشييعهم لاحقًا ضمن فعالية دعائية كبرى أُطلق عليها اسم "الفتح الموعود"، في محاولة لتوظيف الموت في خدمة الرواية العقائدية للجماعة.
لكن مصادر أمنية حذرت من أن استمرار هذا التعتيم يعكس حالة ارتباك وتخبط غير مسبوقة داخل البنية القيادية للمليشيا، خصوصًا مع اختفاء عدد من الشخصيات المقربة من زعيم الجماعة منذ منتصف مارس، بعد ضربات نوعية استهدفت مواقع حساسة ومراكز تشغيل مرتبطة بمنظومات الطيران المسيّر والقوة الصاروخية.
ولم تكتفي الجماعة بمنع التشييع، بل أبلغت أسر القتلى من المقاتلين العاديين بضرورة دفنهم بصمت دون إقامة عزاء موسع، وفرضت قيودًا مشددة على تداول أسمائهم وصورهم في الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، مهددة باعتقال من يخالف هذه التعليمات.
ووفقًا لمصادر ديفانس لاين، فقد أطلقت الجماعة خلال الأسابيع الأخيرة حملة مداهمات واعتقالات طالت العشرات بتهم "الخيانة" و"الإرجاف"، ضمن محاولاتها القمعية لإسكات أي تسريبات أو أحاديث عن حجم الضربات والخسائر.
وتؤكد المصادر أن الجماعة باتت تواجه صدمة متراكمة في صفوفها القتالية، نتيجة فقدانها كوادر محورية في قيادة المعارك وتشغيل القدرات النوعية، وهي اليوم تسابق الزمن لترميم فراغ هائل أحدثته الضربات الأميركية، بينما تحاول الحفاظ على تماسكها عبر الصمت والدفن في الظلام.