آخر تحديث :الأربعاء-28 مايو 2025-03:15ص
اخبار وتقارير

"لا تقتلناش" تهز تعز: صورة مرسال فوق وجه العليمي وصرخة أم تفضح عار الفشل الأمني

"لا تقتلناش" تهز تعز: صورة مرسال فوق وجه العليمي وصرخة أم تفضح عار الفشل الأمني
الإثنين - 26 مايو 2025 - 11:04 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

أغلقت حشود غاضبة من أبناء مدينة تعز، اليوم الإثنينؤ مقر ديوان عام المحافظة، ونصبت صورة الطفل القتيل مرسال عيدروس فوق إحدى صور رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وسط المدينة، في رسالة صادمة ومباشرة للسلطة الشرعية بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ تعز من فوضى السلاح وعبث الفصائل المتناحرة.

الاحتجاجات الغاضبة التي رفعت عبارة الطفل الأخيرة "لا تقتلناش" تحولت إلى أيقونة شعبية تتصدر واجهات السيارات ولافتات الشوارع ومنشورات مواقع التواصل، في تعبير صارخ عن نقمة شعبية تتصاعد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، على خلفية مقتل الطفل مرسال برصاص أحد عناصر الأمن، وهروب القاتل وسط ما وصفه الأهالي بـ"تواطؤ قيادات أمنية" وفشل ذريع في تطبيق القانون.

وقال الصحفي جميل الصامت إن قضية مرسال لم تعد مجرد جريمة جنائية، بل أصبحت نقطة تحول خطيرة، تكشف الوجه العاري لواقع أمني منفلت، وسلطة أمر واقع عاجزة عن فرض النظام، ومتهمة بالتغطية على القتلة وتوفير الحماية لهم.

وفي تعليق موجع، قالت والدة مرسال: "ابني له 15 يوم في الثلاجة.. والقاتل هارب.. أين العدل؟ أين الحكومة؟"، لتلخص بكلماتها البسيطة حالة الانهيار التي تعيشها مدينة تعز، والتي باتت مسرحًا مفتوحًا للقتل والإفلات من العقاب.

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد الشعبي العارم هو بمثابة "محاكمة ميدانية" لسلطة محلية تتخبط بين الفشل الأمني والتسييس الحزبي، وسط اتهامات متزايدة لما يعرف بمحور "تحرير المحرر" وشرطة تعز بموالاة حزب الإصلاح، وتورطها في التستر على المجرمين.

الصورة التي ارتفعت فوق الرئيس لم تكن فقط للطفل، بل كانت لضمير مدينة تتلوّى تحت وطأة القهر، في وقت تتغاضى فيه الحكومة الشرعية عن مأساة تعز، وتتركها فريسة سهلة لسلطة الواقع المسلحة، التي تمارس –بحسب ناشطين– عقابًا جماعيًا وانتقامًا ممنهجًا من كل من يطالب بالعدالة.