ضربت أزمة مفاجئة أسواق السمك في سواحل الخوخة جنوبي محافظة الحديدة، بعد الانهيار الحاد في أسعار سمكة "الديرك"، عقب قرار وقف تصديرها إلى الخارج، ما شكّل ضربة موجعة للصيادين المحليين الذين كانوا يعتمدون عليها كمصدر دخل رئيسي.
وبحسب إفادات عدد من الصيادين، فقد تراجع سعر الكيلو الواحد من "الديرك" إلى ما بين 2000 و3000 ريال يمني فقط، مقارنة بسعره السابق الذي كان يصل إلى 20 ألف ريال أثناء فترة التصدير النشطة، والتي كانت تتم عبر منافذ غير رسمية إلى دول مجاورة.
وتكشف الأرقام حجم الانهيار المهول، إذ كانت السمكة الواحدة – التي يصل وزنها إلى 30 كيلوغرامًا – تُباع بـ600 ألف ريال، أما اليوم فلا يتجاوز سعرها 90 ألفًا فقط في السوق المحلية، في مشهد يعكس التفاوت الصادم بين السوقين الداخلي والخارجي.
ويعزو الصيادون هذا التراجع إلى توقف التصدير دون وجود بدائل داخلية قادرة على استيعاب الكميات أو دفع أسعار مجزية، مؤكدين أن غياب آلية تسويق واضحة جعلهم في مواجهة مباشرة مع الخسارة، وسط ارتفاع تكاليف الوقود والصيانة وشح الموارد.
وطالبوا الجهات المعنية بسرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إما بإعادة فتح باب التصدير ضمن آلية منظمة، أو إنشاء قناة تسويقية محلية تضمن لهم الاستقرار الاقتصادي، محذرين من أن استمرار الوضع الحالي سيقود إلى انهيار شامل في قطاع الصيد التقليدي في الخوخة.
تجدر الإشارة إلى أن سمكة "الديرك" تُعد من الأنواع الفاخرة المرغوبة بشدة في أسواق الخليج، نظرًا لمذاقها الفريد وقيمتها الغذائية العالية، إلا أن السوق اليمني لا يُظهر نفس مستوى الإقبال عليها، ما يُفاقم من أزمة الصيادين المحليين.