مشهد غير مسبوق، شهدت فيه مدينة تعز، اليوم السبت 24 مايو 2025، انتفاضة نسوية غاضبة، عبّرت خلالها نساء المدينة عن رفضهن القاطع لاستمرار الوضع المأساوي الذي تعيشه تعز، مطالبات بإقالة المحافظ نبيل شمسان، ومحاسبته على الفشل الإداري وغياب الخدمات، وارتفاع معدلات الفوضى الأمنية.
تجمعت المئات من النساء في وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة، في مسيرة رفعت شعار "من أجل حياة كريمة"، تحولت إلى صرخة شعبية نسوية صادقة، خلطت بين الألم والكرامة، ورددت هتافات قوية تطالب بإنهاء معاناة الناس من ثلاثية "الجوع، الظلام، العطش"، التي باتت عنوانًا لحياة المواطنين في المدينة.
النساء المحتجات أبدين غضبًا عارمًا من تجاهل وعود الرئيس، وسألن: "أين رشاد العليمي من أمهات تعز؟! وهل ما زال الصمت هو الجواب؟!".
وطالبت المشاركات بإقالة المحافظ وإحالته للتحقيق جراء فشله في إدارة ملف الخدمات الأساسية، وعلى رأسها أزمة المياه، التي وصلت إلى حد بيع "الوايت" بأسعار خيالية وسط عجز شبه كامل في توفيره.
كما دعين إلى التحرك العاجل للقبض على قتلة مرسال عيدروس، في ظل استمرار إفلات الجناة المحتمين بجهات نافذة، وتواطؤ أمني واضح، وغياب تام لسيادة القانون.
وخلال الوقفة، أطلقت النساء شعارات نارية، بعضها حمل رسائل مباشرة:"شمسان لا يمثلنا"، "إما الماء أو الرحيل"، "تعز تستحق الأفضل".
بل إن بعضهن عبّرن عن استعدادهن لتولي منصب المحافظ، في دلالة على عمق الفجوة بين السلطة المحلية والمواطنين.
الانتفاضة النسوية التي انطلقت من قلب تعز، لم تكن مجرد احتجاج عابر، بل ترجمة لغضب مكبوت، ومعاناة مزمنة، وصرخة كرامة لا يمكن إسكاتها، حملتها نساء محتشمات، ثابتات، جسّدن المعنى الحقيقي للقوة في زمن الانكسار.
فهل يسمع الرئيس رشاد العليمي صوت أمهات تعز؟ وهل تسقط أقنعة الصمت قبل أن تنفجر المدينة؟!.