حادثة جديدة تكشف حجم التسيّب والفوضى في قطاع الصرافة اليمني، حيث تعرض الزميل الصحفي منصور الدبعي لعملية نصب غريبة ووقحة، خسر خلالها أكثر من 15 ألف ريال سعودي و318 ألف ريال يمني، كانت أموالًا مؤمنة لصالح أيتام وفقراء، لتُصرف بكل بساطة إلى نصاب استخدم بطاقة مزورة باسم صريع حوثي برتبة عقيد يدعى عباد عوض حسين.
وبحسب المعلومات التي نشرها الصحفي بشير سنان على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، فإن الجاني اخترق تطبيق "واتساب" الخاص بالدبعي، وتواصل مع شركة القاسمي للصرافة طالبًا صرف المبلغ، ورغم أن الاتفاق ينص صراحة على عدم صرف أي مبلغ يتجاوز 100 ألف يمني دون اتصال هاتفي مباشر، إلا أن الموظفين صرفوا الحوالة بناءً على رسائل فقط، دون التحقق من الهوية أو التثبت من صاحب الحساب.
وبحسب الصحفي سنان فإن الشركة لم تكتفي بذلك، بل أظهرت مراجعة الكاميرات أن المستلم استخدم هوية مزورة لشخص متوفى، دون أن يُثير ذلك أي شكوك لدى موظفي الشركة، في فضيحة تعكس استهتارًا فاضحًا بأموال الناس، وخصوصًا تلك التي تخص الفئات الأكثر ضعفًا.
الصدمة الأكبر كانت في أن إشعار السحب لم يُرسل إلى صاحب الحساب إلا بعد 20 يومًا من عملية النصب، مما سلبه أي فرصة للتدخل أو إيقاف العملية في الوقت المناسب.
وفي تطور لافت، أوقف البنك المركزي اليمني قبل أيام التعامل مع شبكة "هلا موني"، إحدى شبكات الحوالات المرتبطة بشركة القاسمي، وسط تساؤلات عن حجم التجاوزات والفوضى التي تجري خلف الكواليس.
الزميل منصور الدبعي أكد عزمه توثيق القصة كاملة في فيديو خاص يكشف فيه خفايا الجريمة وتفاصيل التواصل مع الجهات الرسمية، مشددًا على أنه سيلاحق حقه وحقوق المساكين حتى آخر ريال.
وتتصاعد الدعوات من ناشطين وصحفيين ومواطنين لمحاسبة الشركة وتشكيل لجنة تحقيق عاجلة في الحادثة، مع تحذيرات واسعة لكل من يحتفظ بأمواله في شبكة القاسمي بضرورة سحبها فورًا قبل فوات الأوان.