آخر تحديث :الإثنين-26 مايو 2025-01:54ص

الهيمنة الحوثية إلى أين؟

الإثنين - 26 مايو 2025 - الساعة 12:57 ص

مشاري الذايدي
بقلم: مشاري الذايدي
- ارشيف الكاتب


هل الحوثي يملك قوة ذاتية يمنية داخلية استثنائية، تجعله يتجاوز كل التحديّات الخطيرة،

أم أن المشكلة في خصوم الحوثي أو من يدّعي خصومته؟!

بعد أسابيع استثنائية من القصف الأميركي النوعي على الأهداف الحوثية –

وحتى الآن لم نعلم من ذهب من قيادات الحوثي وقدراته –

وبعد قصف إسرائيلي مماثل ردّاً على صواريخ حوثية عشوائية لا تقتل عدواً ولا تنكأ جرحاً،

لم يتقدّم أحدٌ الصفوف ليكمل على الأرض ما يجري في السماء!

آخر فضائح وبشائع الحوثي ضد الإنسان اليمني في جغرافيته، ما جرى في مديرية بني حَشيش:

ثلاثة انفجارات عنيفة فجر الخميس الماضي بين منطقتي «خشم البكرة» و«صَرِف»،

تبين لاحقاً أنها ناتجة عن مخزن ذخيرة حوثي أُقيم وسط حيّ سكني.

الانفجارات تسببت في مقتل وإصابة عشرات، ودمار قرابة 30 منزلاً،

وشظايا وصلت إلى قرى مجاورة… مأساة بكل المقاييس.

الحوثي يصر على الهروب للأمام في “مسرحية الصواريخ” عبر البحر الأحمر،

بزعم نصرة فلسطين ولبنان، في حين يسعى اللبنانيون والفلسطينيون للخلاص من حكم الميليشيات.


هو يتمسّك بهذه الورقة لأنه لو تخلى عنها، لواجه الحقيقة:

أنه يحكم اليمن، ويجب أن يدبّر أمر معيشة اليمنيين،

صحتهم قبل جراحهم، اقتصادهم قبل سلاحه، ومستقبلهم قبل شعاراته.


تلك هي الاستحقاقات التي يخشاها الحوثي،

ويهرب منها عبر صواريخ لا تغيّر موازين،

ومخازن ذخيرة تقتل أبناء شعبه داخل منازلهم.


لكن السؤال الكبير:

متى يستطيع اليمنيون الآخرون إنهاء هذه الهيمنة؟

هل هناك من يريد “تسليم المفتاح”؟

هل الكل صادق في خصومته، أم أن بعضهم يهادنه خفية باسم وحدة الجبهة الفكرية؟

نعلم جميعًا أن إيران الخمينية تدّعي رعاية “الصحوة الإسلامية” الأولى،

حتى لو اختلف الإخوة يومًا… فـ”مصارين البطن تتعارك، لكنها تخدم معدة واحدة”.

اليمن يستحق أفضل من ذلك.

والصدق، كما قيل… صابون القلوب.