آخر تحديث :الجمعة-16 مايو 2025-02:29ص
اخبار وتقارير

اليمن على فوهة انفجار إقليمي.. المبعوث يحذر من انهيار وشيك ويحمل الحوثي مسؤولية الانسداد السياسي

اليمن على فوهة انفجار إقليمي.. المبعوث يحذر من انهيار وشيك ويحمل الحوثي مسؤولية الانسداد السياسي
الأربعاء - 14 مايو 2025 - 09:24 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

في تحذير هو الأشد منذ أشهر، دقّ المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، ناقوس الخطر أمام مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا أن البلاد تقف على حافة انهيار اقتصادي كامل، وسط تصاعد عسكري مقلق وتورط مباشر في دوامة التوترات الإقليمية التي تهدد الأمن في البحر الأحمر والمنطقة بأسرها.

وقال غروندبرغ إن "اليمن عالق في مفترق طرق خطير، حيث تزداد المخاوف من عودة الحرب إلى الواجهة، في ظل غياب التقدم السياسي، والانفجار الاقتصادي المتسارع، واستمرار انتهاكات جماعة الحوثي بحق المدنيين والمنظمات الدولية"، مطالبًا بتدخل دولي عاجل يمنع الانزلاق نحو الفوضى الكاملة.

وأضاف في إحاطته اليوم أمام مجلس الأمن أن "أي أمل في سلام دائم بات مرهونًا بوقف التوترات الإقليمية التي تنعكس بشكل مدمر على الداخل اليمني"، مشيرًا إلى الهجوم الحوثي الأخير على مطار بن غوريون، ورد إسرائيل بضربات جوية استهدفت الحديدة وصنعاء، وهو ما وصفه بـ"تصعيد خطير يقوض فرص التهدئة"

الاقتصاد ينهار.. والعملة تسق

وحذر غروندبرغ من أن "الاقتصاد اليمني ينهار بوتيرة متسارعة"، لافتًا إلى أن سعر صرف الريال اليمني تجاوز حاجز 2500 ريال مقابل الدولار في المناطق الخاضعة للحكومة، بينما تعاني المحافظات من انقطاعات كهربائية متواصلة تصل إلى 15 ساعة يوميًا، مع غياب كامل للخدمات في لحج وأبين.

وفي المناطق الخاضعة لجماعة الحوثي، أشار المبعوث الأممي إلى تفاقم الأزمة النقدية، واستمرار انقطاع رواتب الموظفين، وتدهور حاد في القدرة الشرائية، إلى جانب القمع المستمر لأصوات المجتمع المدني، بما في ذلك الاعتقالات والانتهاكات بحق الناشطين والنساء.

احتجاز موظفي الأمم المتحدة.. خطر يهدد الثقة الدولي

وشنّ غروندبرغ هجومًا غير مسبوق على جماعة الحوثي، مطالبًا بالإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحتجزين تعسفيًا، مؤكدًا أن استمرار هذا الوضع "يقوض الدعم الدولي لليمن، ويهدد مستقبل العمل الإنساني، ويؤشر على نهج لا يقبل بالقانون الدولي أو الالتزامات الإنسانية".

عملية سياسية مجمدة.. ومخاوف من انتكاسة شاملة

رغم التعقيدات، شدد المبعوث الأممي على أن خارطة الطريق نحو السلام لا تزال قائمة، وتتطلب من الأطراف اليمنية "إظهار شجاعة سياسية حقيقية" والانخراط في عملية شاملة تشمل وقف إطلاق النار، ومعالجات اقتصادية عاجلة، وتفاهمات إنسانية تمهّد لحوار سياسي جامع.

لكنه أوضح أن "بيئة الوساطة تغيرت منذ أواخر 2023"، ما يستدعي ضمانات دولية إضافية ومواقف إقليمية أكثر وضوحًا لدفع الأطراف نحو التسوية، محذرًا من أن "عدم التحرك الآن يعني فتح الباب أمام جولة جديدة من العنف قد تكون الأعنف منذ سنوات".

الأطفال والنساء في عين العاصفة

من جهته، أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن 2.3 مليون طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية، في حين تواجه أكثر من 1.4 مليون امرأة حامل ومرضع خطرًا جسيمًا على حياتهن، محذرًا من أن نقص التمويل قد يؤدي إلى إغلاق نحو 400 منشأة صحية في أنحاء البلاد.

تحذير ختامي: لا وقت للانتظار

في ختام الإحاطة، دعا غروندبرغ مجلس الأمن إلى "تحمل مسؤوليته الأخلاقية والسياسية" في الضغط على الأطراف اليمنية، وعلى رأسها جماعة الحوثي، للتخلي عن سياسة الرهانات الصفرية، والانخراط في مسار تفاوضي يُنقذ اليمن من الانفجار، مؤكدًا أن "كل تأخير جديد يُقرب البلاد من نقطة اللاعودة".