حمل الكاتب الصحفي عبدالسلام القيسي، القيادة اليمنية والشعب جزءاً كبيراً من المسؤولية في تراجع موقع اليمن من خارطة الاهتمام الدولي، مطالباً بإعادة النظر في طريقة تعاطينا مع قضيتنا الوطنية وتعاملنا مع الحلفاء، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.
وقال القيسي، في منشور رصده محرر نافذة اليمن على صفحته بموقع فيس بوك، إن المشهد العالمي الأخير، وتحديداً إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء من داخل العاصمة السعودية الرياض، عن رفع العقوبات عن سوريا، والاحتفاء الكبير الذي أبداه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كان يفترض أن يكون لليمن نصيب منه، لو كانت لنا قيادة تحترم نفسها وتعرف معنى الكرامة الوطنية.
وأكد القيسي أن سوريا وجدت من يقدّرها ويعمل لأجلها، فيما نحن نعيش حالة من التلاشي السياسي، فلا الحوثي يشكل تهديداً حقيقياً للسعودية يمكن أن تضعه في حساباتها الاستراتيجية، ولا الشرعية اليمنية تمثل قوة تُعوّل عليها الرياض في معادلات الإقليم.
وأضاف: "نحن لا شيء، ملف اليمن في المحافل مجرد تمضية وقت، لعبة لا ترقى لألاعيب الكبار"، مشيراً إلى أن السعوديين أعطوا لليمن أكثر مما أُعطي لسوريا، من مال وسلاح وجهد دبلوماسي وتضحيات بشرية، لكنهم قوبلوا بالنكران والتشكيك والاتهامات من بعض اليمنيين.
وقال إن السعودية تعاملت مع اليمن وكأنها أمٌّ ترعى ابنها المشلول، لكنها لم تجد سوى التمرد والاتهامات، متحدثاً عن رفض مشاريع حيوية سعودية في اليمن مثل أنبوب النفط في الشرق، ومظاهر التباهي بقتل جنود التحالف رغم أنهم قاتلوا إلى جانب اليمنيين.
وذهب القيسي إلى تحميل جزء من المأساة أيضاً على الشعب، قائلاً: "نحن أكبر شعب ينكر الجميل، ولم نضع لقادتنا قيمة.. الخلل ليس في القيادة وحدها، بل فينا كشعب يستحق ما يحدث له".
واختتم القيسي منشوره برسالة واضحة مفادها أن العالم لا يحترم إلا من يحترم نفسه ويقدّس قضيته ويعمل بجد لأجلها، مشيراً إلى أن ابتسامة محمد بن سلمان بعد إعلان ترامب كانت بمثابة تحية لسوريا الجديدة، بينما اليمن ما يزال في هامش الأحداث، بسبب فشل الداخل قبل الخارج.