آخر تحديث :الخميس-15 مايو 2025-02:09ص

اليمن بين فشل الحكومات وتخاذل المشايخ.. لا تلوموا السعودية

الخميس - 15 مايو 2025 - الساعة 02:07 ص

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


لنتكلم بشفافية : لا داعي لأن نلوم الجاره السعودية أو نحمّلها مسؤولية التقصير في الملف اليمني .


‏وضعنا في اليمن مختلف تمامًا عن الوضع في سوريا، وهناك عدة أسباب أدّت إلى تأخير الحسم في يمننا الحبيب ،و تهميش الملف اليمني لدى المجتمع الدولي بأسره أهمها :

حكومات معاشيق المتعاقبة التي حول مسؤوليها القضية إلى ماراثون بيانات ،وحملات تلميع ، وغرف واتساب وأخبار ملفقة تطبخ في كواليس المتكسبين ، يظنون أنهم يخادعون السعودية فهي تعرفهم أكثر مما يعرفون أنفسهم وتقرأهم كما تقرأ جملة محفوظة في كتاب قديم ، هي تقدم لهم دروسآ كل يوم في ما لم يتعلموه ..لكنهم "للاسف" يمارسون عليها التذاكي والتباكي لكن بغباء متقع !


رئيس الحكومة السابق مثلآ - احمد عوض بن مبارك - رجل امتلك فرصة ذهبية ليكون مختلفآ عن أسلافه لكنه اختار أن يساير القطيع ، أن يغرق نفسه في حسابات المصالح بدل حسابات التاريخ ، " منهمكآ "بالتغريد عن بطولاته عن معاركه الإعلامية عن إنجازاته الافتراضية لكنه " نسي أو ربما تناسي " أن الوطن لا يقرأ تغريدات بل يقرأ آثار الأقدام في الميدان ويسجل المواقف لا الترندات .


والاهم من هذه الأسباب التي تسببت في تعقيد الوضع وتأخير الحسم. مشائخ القبائل الذين تسببوا في أزمات وزحمة في فنادق الرياض ، كل شيخ يريد موعدًا ولقاءً وزيارة ودعمًا خاصًا به، وإذا تم تجاهله يغضب ويذهب لينضم إلى الحوثي. وبهذا الحال تحوّل كثيرون إلى مرتزقة، و استغلوا القضية للمتاجرة و الإستثمار، دون أي إعتبار للوطن أو لقضية التحرير.


ولو كانت لدينا حكومات تحترم نفسها، لما سمحت لأي شيخ بتجاوز صلاحياته والقيام بزيارات باسم الدولة. ولكن، وللأسف، العكس هو الحاصل. الحكومة ذاتها، بكل وزرائها و مسؤوليها، تساهم في التوسط وتزكية هؤلاء المشايخ وتنسيق زياراتهم. وهؤلاء لا يحملون أي رؤية أو هدف يخدم الوطن، بل كل ما يهمهم هو مليء كروشهم وجيوبهم .


هذه هي الحقيقة المؤسفة.وضعنا سيظل معقدًا ولايمكن أن نشهد أي نهضة أو تطوير في أي مجال، في ظل هذه الحكومات الرخوة والفاشلة .

" والله غالب علي امره "

( محرم الحاج )

( محرم الحاج )