خرج عشرات من الضباط والجنود المنضمين إلى صفوف الشرعية بمحافظة تعز، في وقفة احتجاجية بساحة الحقوق والحريات، مطالبين بصوت مبحوح وقلوب موجوعة، برواتبهم المفقودة منذ سنوات، في واحدة من أكثر القضايا الإنسانية والحقوقية إلحاحاً وصمتاً.
أكثر من 6000 ضابط وصف ضابط وجندي – أغلبهم من أبناء تعز – التحقوا بشرعية الدولة وشاركوا بشجاعة في مواجهة الانقلاب الحوثي منذ بداياته، بعضهم ممن قاتل في جبهات صعدة إلى جانب الزعيم الراحل علي عبدالله صالح، وآخرون رفضوا عروض الحوثيين وإغراءاتهم في سبيل البقاء مع الوطن والشعب.
ورغم تضحياتهم، يؤكد هؤلاء الجنود أن ما يواجهونه اليوم هو "نكبة أخرى"، تتمثل في مصادرة مستحقاتهم وحقوقهم المالية، التي يقولون إنها تُنهب بوضوح، ويتم المتاجرة بها في ظل غياب أي تدخل رسمي أو محاسبة حقيقية.
العقيد نبيل عبد حسن، أحد قادة الكتائب السابقين في حروب صعدة، تحدث بمرارة قائلاً: "نناشد فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الدكتور رشاد العليمي، أن يتدخل لإنهاء معاناتنا، فنحن ضباط وجنود قدمنا الغالي والنفيس لأجل الوطن، فكيف نُجزى اليوم بالتجويع والتهميش؟!".
وأكد أن هناك جرحى من زملائه ضمن هذه القوائم المهملة، بعضهم ما يزال يعاني من إصاباته، بينما تقف الدولة صامتة، وكأنهم مجرد أرقام على ورق بلا حياة أو قيمة.
وفي لحظة مؤثرة، ارتفع صوته مجددًا يهتف: "يا قائد المحور، أين رواتب العسكر؟! نحن مستعدون لأداء الواجب الوطني، لكننا بلا رواتب ولا حقوق!".
الرسالة كانت واضحة ومزلزلة: لن يصمتوا بعد اليوم.
فالملف لم يعد مطلباً مالياً فحسب، بل قضية إنسانية وحقوقية بامتياز، تتطلب تحركاً عاجلاً من الحكومة، ومن قيادات الجيش الوطني، لكشف مصير الرواتب وإنهاء هذا الظلم الصارخ بحق رجال خاضوا غمار المعارك، ثم تُركوا في العراء.