سؤال يضعه اليمنيين منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل مفاجئ، الثلاثاء، عن السبب الحقيقي لوقف الهجمات على ميليشيا الحوثي الإيرانية عقب مباحثات عاجلة وسريعة رعتها سلطنة عُمان لإنقاذ الميليشيات.
قرابة 50 يوم ظلت الميليشيات تتفاخر بمهاجمتها لأمريكا وقطعها العسكري في البحر الأحمر وإسقاط الطائرات وتدمير حاملات الطائرات وغيرها من الترويج الإعلامي الذي ظللت به الجماعة أبناء الشعب اليمني من أجل نهب إيراداته وفرض إتاوات وجبايات تحت مسمى دعم القوة الصاروخية والبحرية وغيرها من المسميات التي جنت منها الميليشيات ملايين الدولارات.
اليوم ظهرت القيادات الحوثية للحديثة عن قبولهم الوساطة العُمانية وأنهم وضعوا شروطهم وغيرها من الإدعاءات التي جاءت لتغطية حقيقة الأسباب الحقيقة التي دفعت الميليشيات للتواصل مع الحكومة العُمانية وطلب وساطة مع أمريكا لحمايتهم من القصف والاستهداف الذي أضعف قدراتهم العسكرية بشكل كبير.
وبحسب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعة، عدنان الجبرني، فإن العملية الأمريكية، التي استمرت قرابة خمسين يومًا، ألحقت أضرارًا بالغة بالقوتين الصاروخية والجوية المسيّرة لدى الحوثيين، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار كوادرها، بينهم مسؤول عمليات القوة الصاروخية "م. الحيفي"، ومسؤول الدراسات "أبو الوفاء"، إلى جانب خبراء تقنيين ومهندسين متخصصين في الإطلاق والتصنيع، أبرزهم قائد قسم الطيران المسيّر زكريا حجر، الذي قُتل في اليوم الأول من الهجمات بغارة استهدفت منطقة الجراف، رفقة اثنين من مساعديه البارزين.
وأشار الجبرني، عبر صفحته على فيسبوك، إلى أن بعض الغارات، رغم وصف كثير منها بالعشوائي، أصابت مواقع لم يكن الحوثيون يتوقعون أنها مرصودة، ما تسبب بإرباك داخلي واسع وخلافات حادة بين الأقسام القيادية داخل الجماعة.
وفي ظل هذا الضغط المتزايد، أصدر زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، توجيهًا بضربة نحو مطار بن غوريون، في محاولة لإعادة شد صفوف جماعته والتغطية على حالة التراجع العسكري المتسارع.
ويرى الجبرني أن موافقة الحوثيين على المقترح العُماني جاءت نتيجة مباشرة لهذه الخسائر المركبة، التي دفعت الجماعة إلى التراجع، بعدما أصبحت غير قادرة على مواصلة التصعيد أو المناورة السياسية والعسكرية لفترة أطول.