حذّر الصحافي الاقتصادي ماجد الداعري، رئيس تحرير موقع مراقبون برس، من استمرار تدهور العملة اليمنية، معتبرًا أنه انعكاس مباشر لانهيار شامل في البنية الاقتصادية وغياب المعالجات الجادة وسط أزمات خانقة تعيشها البلاد منذ سنوات.
وفي تصريح لصحيفة القدس العربي، أشار الداعري إلى أن الانهيار المستمر في سعر صرف الريال اليمني ليس سوى نتيجة منطقية لحالة التدهور الاقتصادي الشامل، في ظل غياب الموارد، وتعليق صادرات النفط، وفشل الحكومة في تحمّل مسؤولياتها، خصوصًا مع تعطلها الكامل عن الانعقاد منذ تسعة أشهر بسبب خلافات داخلية.
وأوضح أن رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، الذي تولّى مهامه مؤخرًا، سرعان ما دخل في صدام مع وزرائه باتهامهم بالفساد في أول اجتماع للحكومة، ما أشعل أزمة ثقة داخل المجلس وأدى إلى تعطيله، مشددًا على أن رئيس الحكومة تناسى أن حكومته قائمة على محاصصة سياسية ولا يملك صلاحيات إقالة أو معاقبة الوزراء.
ولفت الداعري إلى أن هذا الجمود الحكومي انعكس مباشرة على الواقع الخدمي، حيث فشلت الحكومة حتى في توفير شحنة وقود لمحطات الكهرباء في عدن، أو التوصل إلى اتفاق مع محافظي مأرب وحضرموت لتحريك قاطرات النفط الخام لتشغيل محطة الرئيس المركزية التي توقفت، مما أدى إلى انهيار شبكة الكهرباء في المدينة.
وأضاف أن رئيس الحكومة يكتفي بإلقاء الخطب وتوجيه الاتهامات دون تقديم حلول حقيقية، في وقت تعاني فيه شركة مصافي عدن من الشلل، رغم إنفاق ما يفوق 780 مليون دولار على قطاع الطاقة دون تحقيق أي نتائج ملموسة.
وختم الداعري حديثه بالتأكيد على أن استمرار هذه الأوضاع الكارثية، في ظل عجز الدولة عن اتخاذ قرارات فعالة، يعني بالضرورة مواصلة العملة المحلية في مسار الانهيار، في وقت يزداد فيه الوضع المعيشي تدهورًا يومًا بعد آخر.