حولت ميليشيا الحوثي الإرهابية جزيرة كُمران الواقعة شمال غرب محافظة الحديدة إلى سجن جماعي مغلق، وفرضت عليها عزلة تامة بعد قطع جميع وسائل الاتصال ومنع السكان من الخروج أو التواصل مع العالم الخارجي، في جريمة تمثل انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان، وفق ما كشفه مسؤولون محليون.
وقال نائب مدير مكتب حقوق الإنسان في الحديدة، غالب القديمي، إن الميليشيات اختطفت العشرات من أبناء الجزيرة بعد اتهامهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، بالتزامن مع موجة غارات جوية تجاوزت الثمانين غارة استهدفت مواقع حوثية في الجزيرة خلال الأيام الماضية، ما دفع الجماعة إلى تنفيذ عمليات انتقامية طالت السكان الأبرياء.
وفي سياق متصل، شنت الميليشيا حملة اعتقالات جديدة داخل مدينة الحديدة، طالت موظفين مدنيين في شركة النفط اليمنية، من بينهم أحمد طالب خان، رئيس قسم العلاقات العامة، والدكتور رامي علي حناب، نائب مدير الشؤون التجارية، وسط حالة من الغضب والقلق في أوساط الأهالي.
ودعا القديمي المنظمات الدولية والحقوقية إلى التحرك العاجل والضغط على الحوثيين لكشف مصير المخفيين قسرياً، ووقف حملة الترهيب التي تطال الأبرياء، محذراً من أن كُمران تحولت إلى "جزيرة رعب" مغلقة تُدار بعقلية أمنية وقمعية، ومرشحة لتكون مسرحاً لجرائم ضد الإنسانية في حال لم يتدخل المجتمع الدولي سريعاً.