كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، نقلًا عن خبراء عسكريين إسرائيليين، أن سقوط المقاتلة الأمريكية "F-18" من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" في البحر الأحمر قد يُعد إما "إنجازًا غير مسبوقًا" للحوثيين، أو نتيجة خلل تقني خطير في منظومة الجيش الأمريكي.
الواقعة التي حدثت يوم الاثنين تمثل، بحسب الصحيفة، إحراجًا عسكريًا كبيرًا للولايات المتحدة، خصوصًا في ظل تصعيدها العسكري المستمر ضد الحوثيين منذ أكثر من ستة أسابيع. وبينما سارعت واشنطن إلى تبرير الحادث بأنه ناتج عن خلل فني، أعلن الحوثيون عبر وسائلهم الإعلامية مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة، دون تقديم أي دليل ملموس.
اللافت في القضية أن حاملة الطائرات "هاري ترومان" تُعد من أقوى القطع البحرية الأمريكية، ومزودة بأنظمة دفاعية معقدة تشمل رادارات بعيدة المدى وصواريخ اعتراضية وزوارق حماية متقدمة، ما يجعل فرضية إسقاط الطائرة من قبل الحوثيين أثناء وقوفها في البحر أمرًا محل شك.
مع ذلك، لم يستبعد الخبراء الإسرائيليون وجود ثغرات خطيرة في منظومة الدفاع الأمريكية، مشيرين إلى أن هذه الحادثة قد تسلط الضوء على ضعف محتمل في قدرات الردع الأمريكية، في منطقة تشهد توترًا متصاعدًا.
وقدّرت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن سقوط الطائرة بنحو 60 مليون دولار، وهو ما يزيد من حجم الصدمة داخل الأوساط العسكرية الأمريكية، خاصة وأن الطائرة المنكوبة من طراز F/A-18 هورنت، والتي تُعد من أكثر الطائرات الهجومية الأمريكية استخدامًا في النزاعات الكبرى منذ عقود.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان حادثة مشابهة في ديسمبر الماضي حين أُسقطت مقاتلة من نفس الطراز عن طريق الخطأ من قبل سفينة أمريكية.
وبينما تُصرّ واشنطن على روايتها الرسمية، تبقى الحادثة مفتوحة على جميع الاحتمالات، في وقت تشتد فيه المواجهة مع جماعة الحوثي التي تسعى لتسجيل نقاط رمزية واستراتيجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.