في حفل تكريمي بهيج نظمته السلطة المحلية في مديرية القاهرة تحت شعار "جهود متميزة وعطاء مستمر"، تم يوم الأربعاء تكريم الدكتور رشاد المخلافي، مدير فرع مكتب الصحة في المديرية، بدرع التميز تقديرًا لجهوده الاستثنائية في كشف واقعة انتحال شخصية طبيب وفتح مركز طبي مخالف للقوانين.
التكريم يعكس تقدير مدير عام مديرية القاهرة، الشيخ سمير عبد الإله، لجهود كوادره المتميزة التي تواصل أداء مهامها بتفاني في ظل التحديات المستمرة، في رسالة واضحة مفادها أن الجهود المبذولة لا تذهب سدى، وأن التفاني والإخلاص في العمل يحظيان بالاحترام والتقدير.
لكن، وفي خضم هذا التقدير، لا يزال ملف الشهادات الطبية المزورة يشهد تطورات جديدة تثير القلق والتساؤلات.
وفي تصريح صادم، كشف الدكتور المخلافي عن تعرضه في 9 ديسمبر من العام الماضي لاعتداء إرهابي تمثل في تشويه وجهه بصب الأسيت على جسده، وهو الاعتداء الذي وقع نتيجة تهديده بكشف شهادة مزورة لطبيب يملك مركزًا صحيًا بالشراكة مع شخصية نافذة.
هذا الاعتداء يفتح مجددًا ملف الشهادات المزورة الذي أصبح يشكل خطرًا حقيقيًا على المجتمع. ورغم الردود الرسمية التي وعدت باتخاذ إجراءات صارمة ضد المزورين، إلا أن الواقع يشير إلى استمرار هذه الظاهرة، مما يثير تساؤلات حول جدية الجهات المعنية في التصدي لهذه المشكلة.
الملف المزمن يزداد تعقيدًا مع تزايد اكتشاف حالات التزوير في مديريات مختلفة، ما يطرح تساؤلات كبيرة حول تأثير هذه الشهادات على مستقبل الأجيال القادمة وصحة المرضى في ظل وجود "مزورين" حصلوا على مناصب ومزايا غير مستحقة.
يظل السؤال مفتوحًا: هل يمكن لـ الدكتورة إيلان عبد الحق، وكيلة المحافظة للشؤون الصحية، أن تدير حملة واسعة لمكافحة هذه الظاهرة؟ وهل ستكون هناك خطوات حاسمة لإنهاء هذه القضية الشائكة؟
هذا الملف، الذي يحمل في طياته أسرارًا ووقائع قد تكون صادمة، يتطلب تحركًا عاجلًا من جميع الجهات المعنية قبل أن يتسبب في كوارث أكبر.