تشهد محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثي شمالي اليمن، تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق منذ منتصف مارس الماضي، حيث خضعت لأكثر من 500 ساعة لسلسلة من الغارات الجوية اليومية والمكثفة التي تنفذها القوات الأمريكية، بحسب ما أفاد مراسل وكالة شينخوا الصينية في اليمن فارس الحميري، عبر منشور له على منصة "إكس".
وأكدت مصادر محلية أن الغارات تستهدف بشكل متواصل مواقع عسكرية للحوثيين في مناطق متفرقة من المحافظة، أبرزها مدينة صعدة وضواحيها، ومديريات كتاف، الصفراء، وسحار، مشيرة إلى أن دوي الانفجارات العنيفة بات أمرًا مألوفًا لدى السكان، وسط حالة من الترقب والقلق المستمر.
وتركّزت الضربات الجوية تحديدًا على منطقة "العصائد" بمديرية كتاف، المعروفة بوجود تحصينات وأنفاق عسكرية، وكذلك على منطقة "بني معاذ" في سحار، التي تضم مخازن أسلحة ومواقع يُعتقد أنها تُستخدم من قبل قيادات حوثية بارزة.
وتفرض جماعة الحوثي حالة من التعتيم الإعلامي الكامل حول طبيعة الأهداف التي تتعرض للقصف، مانعة تداول أي معلومات ميدانية أو تصريحات صحفية من السكان، حيث أوكلت مهمة التغطية الإعلامية الحصرية إلى ما يُعرف بـ"الهيئة الإعلامية في صعدة"، التي باتت المصدر الوحيد المسموح له بنشر أخبار المحافظة في وسائل الإعلام التابعة للجماعة.
وتزامنًا مع التصعيد الجوي، أفادت المصادر بقيام الحوثيين بشن حملة اعتقالات طالت مدنيين من أبناء صعدة وعمالًا من محافظات أخرى، بتهم تتعلق بـ"التجسس والتخابر"، وصل بعضها إلى مجرد تداول أحاديث جانبية عن الغارات داخل الأماكن العامة.
كما أُفيد بوقوع قتلى وجرحى جراء بعض الضربات، بينهم عناصر من الجماعة وخبراء في مجال التصنيع العسكري، في حين أدّت غارات أخرى إلى تدمير مواقع استراتيجية ودفن مداخل أنفاق جبلية، ما يدل على دقة الرصد والمراقبة التي تُمارسها الطائرات بدون طيار على هذه المواقع.
ويأتي هذا التصعيد في إطار التوتر الإقليمي المتصاعد، وتكثيف الضربات ضد البنية العسكرية للحوثيين، في الوقت الذي تتصاعد فيه التحذيرات من تداعيات هذه العمليات على السكان المدنيين في المحافظة.