روح الإنسان ليس دماغه.
الروح روح والدماغ دماغ.
لا يرد أبدًا في تعريف الروح في أي معجم على أنها دماغ،
أو الدماغ على أنه روح.
الإنسان ليس جسدًا فقط، وليس روحًا فقط.
الإنسان روحًا وجسدًا ونفسًا.
الفهم المادي المحض يخلط بين الوعي كوظيفة دماغية والروح كجوهر غير مادي، وهذا تفسير أيديولوجي لا دليل علمي قاطع عليه، بل تتحداه الفلسفة والتجارب التي تشير إلى وعي يتجاوز الجسد.
والقول بأن الإنسان ليس إلا جسدًا فحسب يعني في خلاصة المسألة أنه آلة مكونة من لحم وأسلاك.
هذا فهم مختل لإنسان يختبر الحب، الحرية، الندم والمعنى.
الإنسان أكثر يا صاحبي.
الدماغ جهاز ينقل لا يُبدع من ذاته.
والوعي لا يُختزل في كهرباء وكيمياء.
وإلا من أين يأتي الشعور بالضمير؟ الإحساس بالعلاقة مع الله؟
كيف يشتاق الـ يُرى إلى ما لا يُرى؟
(طبعًا بمجرد أن تذكر العلم فهذا يعني مباشرة أن تحيّد الله كاسم ليس له وجود، وإلا فإن المسألة مضحكة في هذا المجتمع المتخصص؛ لأنهم يقولون: أين هو الله لندرسه؟ فكل ما لا يُدرس ولا يُوجد ليُدرس لا وجود له. فليسمحوا لنا بإيراده هنا كشيء غامض لنفترض وجوده ضمن هذا الغموض.)
الروح ليست لغزًا لأننا لا نعرفها ولا يستطيع العلم أن يدرسها لأنها لا ترتدي الوجود المادي المباشر، بل لأنها تفتح فينا بابًا على عالم أوسع على وجود آخر وبُعد آخر من التجربة الإنسانية المتجاوزة، على ذات ليست مادية بل حاضرة فينا كعمق لا يُقاس.
المادي حين ينكر الروح لا يكتفي بإسكات الإيمان، بل يُخرس صوته الداخلي، ينسف الضمير، ويجعل من الإنسان آلة تتوهم أنها تفكر.