أجبرت الغارات الإسرائيلية الكثيفة والواسعة التي طالت مناطق في لبنان نحو مليون لبناني على النزوح من قراهم وبلداتهم، في موجة نزوح هي الأكبر في تاريخ البلاد.
ونزح عدد مهول من جنوبي البلاد وشرقيها، ومن الضاحية الجنوبية لبيروت، وجراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة، بحثًا عن مأوى، فمنهم من لجأ إلى مراكز الإيواء، ومنهم من افترش الأرض.
وبحسب ما تظهر الصور الملتقطة في البلاد، فإن مئات العائلات تنام في الساحات العامة، أو على الشواطئ، أو في السيارات في أنحاء بيروت.
وتوجهت صفوف من الناس إلى الجبال المطلة على العاصمة اللبنانية، حاملين أطفالاً رضعاً وبعض متعلقاتهم.
تكتظ الساحات العامة والشواطئ في بيروت بالنازحين من جنوب لبنان والضواحي الجنوبية للمدينة. المحظوظون منهم لديهم فراش وبطانيات للنوم عليها. آلاف العائلات المصدومة خيمت في العراء منذ ليلة 27 سبتمبر/ أيلول.
وبحسب مجلة "بوليتيكو" التي وصفت الأمر بأن "لبنان يواجه أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية" أفرغت الضاحية الجنوبية، المعروفة بأنها معاقل الدعم لميليشيا حزب الله، في غضون ساعات؛ حيث توجه الناس بحثًا عن الأمان في أجزاء أخرى من العاصمة وخارجها.
وشنت إسرائيل سلسلة من الضربات على أجزاء مختلفة من الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي المنطقة التي تقطنها أغلبية شيعية، حيث يعيش عشرات الآلاف من السكان. وأدت أكبر انفجارات تضرب بيروت منذ ما يقرب من عام من الصراع إلى مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، الجمعة الماضية.
وفتحت الحكومة المدارس في بيروت لاستقبال النازحين. لكن لاجئين سوريين أفادوا لوكالة "أسوشييتد برس" بأن بعض المواقع ترفض استقبالهم؛ من أجل حجز الأماكن القليلة للبنانيين.
كما تناقلت وسائل التواصل فيديوهات تظهر رفض لبنانيين في بيروت وشمال البلاد استقبال النازحين من الضاحية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن "القدرات الإنسانية للاستجابة أصبحت مرهقة للغاية".
وقال معظم النازحين الذين ينامون خارج المنازل في بيروت إنهم لم يتلقوا أي مساعدة من أي منظمة إنسانية.
وكشفت آخر المعلومات القادمة من الحدود اللبنانية السورية، أن أكثر من 100 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا، من معبر جديدة يابوس، على الحدود هناك، منذ الثلاثاء الماضي.
وقال ميقاتي في مؤتمر صحفي إثر اجتماع للجنة الطوارئ الحكومية في بيروت، اليوم الأحد، إن "هناك 778 مركز إيواء، تضم حتى الآن 118 ألف شخص"، لكن "المقدر أن عدد النازحين أكبر بكثير من هذا العدد، وقد يصل لحد المليون شخص" نزحوا في الأيام الأخيرة من جنوبي البلاد وشرقيها، ومن الضاحية الجنوبية لبيروت.
المصدر/ إرم نيوز