الحديث عن كشف شحنات اسلحة ومعدات عسكرية في ميناء عدن كانت في طريقها الى الحوثبين تتكرر دائما بين الحين دون كشف الحقائق كاملة للرأي العام.
* دائما ما يبدأ الحديث وينتهي عند عملية الكشف في الميناء دون تفاصيل أخرى، مثل كشف اسم المستورد الذي باسمه الحاويات وتراخيص الاستيراد أو اسم المُخلّص الجمركي ،وخط سير وقدوم هذه المعدات، من اي الموانىء انطلقت واين توقفت، وغيرها من البيانات التي ستفضي لكشف الجزء المخفي عمداً من الرواية، وهو الجزء الأخطر والأهم.
* بل الطريف بالأمر ان يتم الحديث أحيانا عن( القبض) على سفن تهريب، ثم يتبخر الخبر مع السفن وحمولتها أيضا. فقبل أيام كان هناك خبر عن القبض عن سفينة تحمل اسمدة خطيرة امام سواحل احور، ثم طارت السفينة ايضا مع الخبر المعلن ومع الاسمدة الخطيرة او بالأصح تم تسليمها للمعني بالامر، وكأن شيء لم يحدث. فهؤلا القوم يراهنون على ذاكرة مثقوبة لمجتمع دائخ غير مكترث بما يحدث.
* تفاصيل عمليات التهريب وبالذات التي تتجه للحوثيين والقادمة من الطرف الايراني، بحسب التصريحات الأمنية والاعلامية والسياسية في عدن يجب ان تكون هذه التفاصيل كاملة وبالأدلة حتى يتم تقديمها للامم المتحدة، وقبلها حتى يعرف الناس مالذي يجري بالضبط وإلا فإن بالموضوع إنَّ، خصوصا ونحن نتحدث عن تهريب اسلحة، وفي حالات اخرى عن مخدرات وتهريب أدوية، وغيرها من المصايب.
*عادة يتم عند كل عملية كشف نصف الحقيقة او أقل من نصفها، وهذا يضاعف التوجس من إن وراء الأكَمة وما وراءها في عدن،تورط محتمل لجهات ولشخصيات تتعامل مع الجهات المهربة والمستقبلة،(قد لا يكون بالضرورة غرضها عسكريا بل تجاري، فتجارة تهريب الأسلحة والمخدرات وتهريب المهاحرين نشطة دائما في خليج عدن وبحر العرب والقرن الأفريقي). ولكن أياً كان الغرض فكشف الحقائق كما هي دون اجتزاء هو مطلب الجميع ليعرفوا مَن الذي يعبث بحياتهم .
* فإغفال هذه المعلومات والاكتفاء بخبر إعلامي مفرقع يمر كل مرة مرور الكرام بعد تسجل انجاز أمني افتراضي لا يمكن تفسيره إلا بأحد الأمرين :
إما وإن هناك عصابات تهريب في عدن ومناطق اخرى تتخادم مع بعضها بعض،ابتداءً من مصدر التهريب و انتهاء بالموانى ومنها ميناء عدن وصولا الى الحوثيين وغير الحوثيين، أو إن الأخبار المعلنة غير دقيقة ويلفها التضليل، أو في أحسن حال الغموض.فما آفة الأخبار إلا رواتها،كما تقول العرب.
*صلاح السقلدي