آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-07:50ص

اخبار وتقارير


ليديا.. مهاجرة أثيوبية تستعيد حريتها وحياتها بعد خروجها من اليمن

ليديا.. مهاجرة أثيوبية تستعيد حريتها وحياتها بعد خروجها من اليمن

الجمعة - 29 مارس 2024 - 09:42 م بتوقيت عدن

- عدن، نافذة اليمن



;عندما اتخذت ليديا قرارها بمغادرة إثيوبيا، لم تتخيل قط أن سعيها من أجل حياة أفضل سيصبح محنة مروعة. كانت ليديا تبلغ من العمر 17 عاماً فقط، يملأها الطموح والفضول، انطلقت بفارغ الصبر لاستكشاف العالم واغتنام أي فرص تخبئها لها الحياة.

بعد أن أغراها المهربون ووعدوها برحلة سلسة إلى دول الخليج، راهنت ليديا على هذا الطريق الذي يمر باليمن والمحفوف بالمخاطر. ولم تكن تُدرك أنها كانت تبدأ واحدة من أكثر الرحلات غدراً في حياتها، تاركة وراءها منزلها وعائلتها وسلامتها.

رهان ليديا

بدأت رحلة ليديا على متن أحد قوارب المهربين، وقضت أياماً وليالي في البحر، وهو التحدي الذي اعتقدت، في ذلك الوقت، أنه الجزء الأصعب في مغامرتها. عند وصولها إلى شواطئ عدن، وجدت نفسها مُضطرة أن تمشي لأسابيع وباستمرار إلى جانب زملائها المُسافرين، مع تخصيص القليل من الوقت للراحة وبالكاد تناولت أي طعام.

وصلت ليديا إلى بلاد غريبة عنها، حيث لم تكن قادرة على التحدث باللغة المحلية أو حتى أن تحصل على معلومات عن المكان الذي وصلت إليه. لم يكن أمامها من خيار سوى اتباع مهرب تلو الآخر حتى تتمكن من الوصول إلى وجهتها النهائية. ومع ذلك، فإن المهاجرين الذين يعتمدون على المهربين للوصول إلى دول الخليج غالباً ما يواجهون رحلة محفوفة بالمخاطر تتسم بالتحرش الجنسي والتعذيب والاختطاف والابتزاز.

ومع اقترابها من الحدود الفاصلة بين اليمن والمملكة العربية السعودية، تشبثت ليديا بالأمل في أن تؤتي رحلتها الشاقة ثمارها، وأن تصل قريباً إلى دول الخليج. ومع ذلك، فإن الواقع الذي كان ينتظرها كان أكثر رعباً بكثير مما كانت تتخيله.

لم تتمكن ليديا أبداً من محو الصورة المؤلمة لمئات المهاجرين المنتشريـن على طول الحدود اليمنية، والذين يعانون من ظروف معيشية قاسية. "كان وضع المهاجرين أسوأ مما سمعته من قبل؛ وتروي قائلةً: "تعرض الرجال والفتيان وخاصة النساء، للاستغلال الشديد من قبل المُتجرين والمهربين".

محنة غير متوقعة

وعلى الرغم من الصراع المستمر في اليمن منذ عقد من الزمن، إلا أن اليمن ما يزال نقطة عبور حاسمة للمهاجرين من القرن الأفريقي. وفي عام 2023 وحده، وصل أكثر من 97 ألف مهاجر إلى اليمن، وجميعهم يواجهون تحديات مُتعددة، بما في ذلك الوصم والتمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

بالقرب من الحدود القاحلة المُجردة من الخدمات الأساسية والمآوي الكافية، اضطُرت ليديا ورفاقها المهاجرين إلى العمل لساعات طويلة ومرهقة للدفع للمهربين. وأثرت أشهر من العمل الشاق وسوء التغذية على صحة ليديا، مما جعلها في حاجة ماسة إلى الرعاية الطبية. ومع ذلك، فإن القيود المفروضة على الحركة والقيود المالية والافتقار إلى الوثائق المُناسبة جميعها حرمت ليديا من الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية.

مع عدم وجود وسيلة لإعالة نفسها، وجدت ليديا نفسها محاصرة في براثن المهربين الذين أجبروها على العمل لسداد ديونها التي فرضوها عليها. وفي حالة يائسة، تواصلت ليديا مع عائلتها للحصول على فدية مالية، وهو مبلغ لم يكن بمقدورهم تحمله في ذلك الوقت. وبعد أشهر من المعاناة، جمعت عائلة ليديا ما يكفي من الأموال لتأمين إطلاق سراحها.

خدمات حيوية تُقدم للمهاجرين

للاستجابة للاحتياجات العاجلة للمهاجرين، تتبنى المنظمة الدولية للهجرة نهجاً شاملا في تقديم خدمات الحماية والرعاية الصحية في اليمن، مما يضمن حصول المهاجرين على الخدمات الحيوية، بما في ذلك الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي.

وصلت ليديا إلى نقطة الاستجابة للمهاجرين في عدن وهي في حالة مزرية، وبالكاد قادرة على المشي بسبب تورم قدميها. وبمساعدة أطباء المنظمة الدولية للهجرة، حصلت على الرعاية الصحية اللازمة وبدأت رحلة التعافي.

في نقطة استجابة المهاجرين، قد يتلقى المهاجرون الضعفاء أيضاً مساعدات نقدية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وبعد تشاور حريص وشامل وتقييم للاحتياجات، قد تتم إحالة البعض إلى الرعاية المجتمعية للحصول على خدمات حماية مُخصصة.

"توفر نقطة الاستجابة للمهاجرين شعوراً بالأمان والكرامة"، هكذا تحدثت إيمان، وهي مختصة حالة في نقطة الاستجابة للمهاجرين، والتي تُساعد المهاجرين في الحصول على الوثائق الأساسية للعودة.;
وتسلط إيمان الضوء على التعقيدات التي تواجه المهاجرون الذين تقطعت بهم السبل، والذين غالباً ما يصلون إلى المركز دون أي وثائق.

طريق آمن إلى الوطن

مع وجود ما يقدر بنحو 43,000 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن ويرغبون في العودة إلى ديارهم، يظل برنامج العودة الطوعية الإنسانية التابع للمنظمة الدولية للهجرة هو الخيار الأكثر أماناً لهم. وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة أن ما لا يقل عن 15,000 مهاجر سيكونون بحاجة إلى دعم العودة الطوعية الإنسانية في عام 2024.

وضمن برنامج العودة الطوعية الإنسانية، تقوم المنظمة الدولية للهجرة بتنسيق الرحلات الجوية وتقديم المشورة والفحوصات الطبية قبل المغادرة والمساعدة في الحصول على وثائق السفر والتعاون مع السلطات لضمان العبور الآمن. وفي الشهرين الأولين من عام 2024، عاد ما يقرب من 1,600 مهاجر إثيوبي بالفعل عبر رحلات العودة الطوعية الإنسانية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة من اليمن إلى إثيوبيا.

وتحدثت ليديا وهي تشعر بالارتياح "بالنسبة لي، لا شيء يُضاهي الشعور بالأمان". "أخيراً، وجدت طريقة .