آخر تحديث :الجمعة-04 يوليو 2025-01:36ص

الشيخ حنتوس وزوجته جبال كادت ان تميد بالارض

الجمعة - 04 يوليو 2025 - الساعة 12:24 ص

نجيب عبدالرحمن السعدي
بقلم: نجيب عبدالرحمن السعدي
- ارشيف الكاتب


لا أعرف الشيخ صالح حنتوس رحمة الله ولم اسمع به من قبل ومن خلال متابعة ما ينشر عنه فمن الواضح جدا ان الشيخ صالح معلم قرأن وليس اكثر من ذلك فلا هو سياسي بارز (وإن انتمى لحزب ) ولا رجل عسكري بل معلم قران (فقيه) بحسب التسمية السائدة قديما،حاولت ان ابحث في الانترنت عن معلومات عن الشيخ صالح رحمة الله ولكنني لم اجد اي معلومات عنه سوى ما كتب عن مقتله خلال هذه اليومين اضافة الى حديث مجاهد الحباري منتحل صفة محافظ لريمة،

كما يبدوا ان الشيخ حنتوس شخص بسيط متواضع زاهد عن الدنيا ويعيش لتعليم القرآن فقط.

حاولت فهم هذا الشخص من خلال وصيته التي قالها في اخر لحظات من حياته قالها وهو يشاهد الموت يحيط به من كل جانب ففي مثل هذه اللحظات يكون الانسان في اصدق حالاته، بعبارات بسيطة قال وصيته شرح وباختصار ماحدث وماهو سبب الخلاف ولماذا هاجمة الحوثيين ولماذا سيقاتلهم دون ان يحاول حشد الناس معه كما انه لم يذكر شيء من مساوئ الحوثي سوى ما ارتكبوه بحقة بانهم اخذوا مدرسته ولم يكن للتربية فيها (وضري) ويقصد ان المدرسة هو من بناها وان الدولة ليس لها فيها حتى جزء صغير من الحجر(وضري) واخذوا مرتباته ومرتبات زوجته واعتدوا عليه في المسجد وتوجه للدولة( الذي هي الحوثي ) ولم ينصفنا احد والان فارس روبع يهددنا بقصف بيتي ثم يُرجع امره الى الله ويقول انه سيقاتل دون مالة فهو شهيد.

رغم بساطة وعامية ومحدودية الكلمات الا ان وصية الشيخ صالح قد حملت في طياتها الكثير، يبدو ان الشيخ المسن اراد من رسالته توضيح حقيقة ما حصل حتى لا يزور الحوثي الحقائق كعادتة واوضح انه مدافع عن كرامتة وعرضة وبيته.

اوضح انهم اخذوا مدرسته وهذا ما ذكرة بعض انصار الحوثي بانه تم اخذ المدرسة وتعيين احد اقارب الشيخ مديرا لها.

اراد الشيخ ان يعلم الاطفال القران في المسجد كما هو عادة كبار السن ومن يقومون على خدمة المساجد في كل القرى اليمنية.

لكن الحوثي لم يتقبل ذلك واعتبر هذا الفعل يستلزم محاولة إغتيال الشيخ في المسجد, ومما يثبت مصداقية الشيخ انه توجه اليهم شاكيا بهم ومع ذلك لم ينصفوه وارسلوا له الحملة الأمنية وهدده"فارس روبع"

تحدث الشيخ وهو صادقا فيما قاله فلم يطالب الحوثي بحريه الراي ولا بحرية مذهبية ولا حرية العمل السياسي بل طالب منهم السماح له بالعيش بكرامة "نهبوا مرتباتي" كما طالبهم بكف الاذى عنه وضمان سلامة الارواح إنها مشكلة الحوثي ومن قبله الإمامة مع كل يمني وليس مع الشيخ حنتوس فقط فكل من يريد حياة كريمة فهو بنظرهم مجرم يستحق الموت كما أن مصادر ارزاق الناس عندهم مجرد ادوات اذلال وامتهان للناس فلا يستحق الحصول على الراتب او يستحق ممارسة اي عمل تجاري او بدني يعيش منه الا من كان راضيا بالعيش جاثيا عند اقدام السلالة. لقد كان الشيخ رحمة الله مؤمنا بحقة في العيش بكرامة ومخلصا في توجهه حيث وجه استغاثته ونداءة الى من كان يعمل معه ولصالحة إنه الله ولا احد سواه.

في احلك الظروف وعندما بلغت القلوب الحناجر اطلق الشيخ وصيته وبكل شجاعة ورباطة جأش وبايمان الانسان اليمني البسيط الذي لا يقبل الذل ولا الانكسار.

لقد واجه الموت بشجاعة لم يطلق استغاثة لاهلة ولا لدولة ولا لتحالف او منظمات بل أطلقه لله وحدة مستعينا به ومتوكلا عليه.

ان وصية الشيخ حنتوس تُكذِب كل تخريصات الحوثيين وإفكهم عليه وكذب ما سردوه عن دوافع عملهم الاجرامي.

مشهد اخر التُقط من ميدان الشرف والبطولة التُقط بواسطة صوت زوجته وامها حيث اظهرن شجاعة وثبات ورباط جأش منقطع النظير.

لله يا ريمة كم فيك من جبال راسيات وقمم شامخات جبال فوق الجبال وقمم فوق القمم.

لله يا ريمة كم فيك من الابطال الذين يجوبون الأودية والجبال لانراهم او نسمع عنهم الا عند المُلمات الكبار.

ماقام به الشيخ صالح حنتوس رحمة الله وزوجته وهم يواجهون الموت بكل بساله واقتدار هو موقف كل يمني حر

شاء الله ان يكون هذا الموقف درسا للجميع وتذكيراً لهم خصوصا النخب والسياسيين الذين ضاعت بوصلتهم وثقبت ذاكرتهم فوجدناهم يلهثون خلف سراب السلام مع مليشيا سلالية، جماعة لم تتقبل شيخ سبعيني في منطقة نائية باعالي ريمة طلّق الدنيا واراد ان يعتكف في مسجده يعبد الله وان يعيش بكرامة فلم يتقبلوا ذلك واستكثروه عليه فكيف سيتقبلون التعايش معكم وانتم تريدون ان تقتسموا معهم السلطة والثروة

والله ثم والله ثم والله لو سلمتم للحوثي كل شيء السلطة والثروة والكرامة وثلاثة ارباع أموالكم مقابل ان تعيشوا مواطنين اذلاء ما قبل ذلك ولطالب بمحاكمتكم بالخيانة العظمى ومن اعتقد انه قادر على العيش خارج اليمن فالحوثي فقط ينتظر امتلاك الشرعية لياتي بهم مقيدين وعبر الانتربول الدولي.

درس اخر سطرة شيخنا العظيم وهو انه جاد بنفسة دفاعا عن حقة في الحياة الكريمة وعن بيته وهو لا يملك من الدنيا شيء ولم تهبه اليمن شيء غير العزة والكرامة والشموخ.

لقد خط الشيخ بدمة قاعدة ذهبية واضحة "لن يجتمع العيش بكرامة وجماعة الحوثي في مكان واحد ولا سبيل للتعامل مع هذه الجماعة النازية الا بالبندقية ولا عذر لاحد من مواجهتهم".