لقد صدر حكم الإعدام مسبقًا بحق الشيخ صالح حنتوس.
نعم، القرار اتُّخذ قبل أن يُستدعى، وقبل أن يتحرك.
تم تهيئة مسرح الجريمة بدقة، وكل من ظهر لاحقًا على شاشة "المسيرة" كان جزءًا من هذا الإعداد.
تحركاتهم السابقة، تصريحاتهم، تعبئتهم وتحريضهم، كلها شهادات إدانة على أنفسهم.
هم من مهدوا الطريق، وعبّدوا المسار نحو اغتيال رجل تجاوز الثمانين.
فهل يُعقل أن تتحرك السلطة المحلية بكل ثقلها—بمحافظها، ووكلائها ومدرائها العموم وأعضاء مجلس نوابها، ووجهائها—فقط من أجل إقناع شيخ مسن بالحضور إلى مكتب المحافظة؟
هل هذا الاستدعاء بريئ ؟
ام انه كان فخ نصب له او شماعة لإسقاط الحجة عليه لقتله ؟
ما هي الصفة القضائية التي يملكها هذا المحافظ حتى يستدعي شيخًا ليس مجرمًا ولا مطلوبًا؟
ما هو "الوجه" الذي استُخدم كضمان ؟
وهل نسي هؤلاء أن العشرات سبقوا الشيخ صالح إلى كثير من المكاتب المشابهة تحت وعود وضمانات، ثم اختفوا في السجون ؟
ألم يتعلموا أن "وجه السيد" و"وجه المحافظ" اليوم لا يساويان شيئًا، سوى باطن الحذاء؟
المحافظ لا يملك صفة الضبط القضائي، ولا أي سلطة قانونية تخوّله استدعاء أحد، فما الذي حدث؟
كل ما جرى لم يكن إلا سيناريو تمثيلي وقح لإسقاط الأعذار، وتوفير غطاء وهمي لقرارهم الحقيقي: التصفية الجسدية.
الشيخ صالح لم يُستدعَ.. بل سِيق إلى مصيره.
لم يُقنعوه بالحضور.. بل جُرّ جرجرة إلى فخ نُصِب له بعناية.
هذه ليست قضية "خطأ فردي".. ولا "سوء تفاهم".
هذه جريمة مخططة، لها أطراف معلومة، ودوافع طائفية، وغطاء سياسي من الداخل والخارج.
وختامًا:
هذه الجريمة ليست استثناء، بل واحدة من جرائم عديدة ارتُكبت بحق رموز يمنية شريفة، بتواطؤ سلطات محلية خائنة فتحت الأبواب للمليشيات الفارسية كي تعبث بأمن اليمنيين وتغتال رموزهم.
لقد كُتب اسم هذه الجريمة في سجل العار، كما كُتبت أسماء من تواطأوا وسهّلوا وأداروا الظهر.
وسيأتي يوم يُحاسب فيه الجميع، ولن يفلت أحد من العقاب.. أبدًا.