آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-01:35ص

عربي ودولي


قبيل هجوم وشيك على رفح.. نتنياهو يخطط لإجلاء المدنيين

قبيل هجوم وشيك على رفح.. نتنياهو يخطط لإجلاء المدنيين

السبت - 10 فبراير 2024 - 12:22 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - العربية

بعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر، باتت رفح القريبة من الحدود مع مصر - والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع - محور الترقّب بشأن المرحلة المقبلة، فيما عززت مصر الإجراءات الأمنية مخافة حدوث نزوح جماعي.

وتستعد إسرائيل لإجلاء أكثر من مليون فلسطيني من مدينة رفح للشروع في تنفيذ هجوم بري على حماس في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة. ويعيش هؤلاء الفلسطينيون في ظروف بائسة بعد أن نزحوا من الشمال بسبب القصف الإسرائيلي.

وفجر السبت، أفاد شهود بحصول غارات في محيط مدينة رفح، التي بات يسكنها الآن نحو 1.3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان قطاع غزّة، وهم في غالبيّتهم العظمى أشخاص لجأوا إليها هربًا من العنف شمالًا.

وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جيشه الجمعة بإعداد "خطّة لإجلاء" المدنيين من رفح، وسط خشية لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة من هجوم محتمل لإسرائيل على هذه المدينة، التي تُشكّل ملاذا أخيرا للنازحين من الحرب في قطاع غزّة.

وأفاد مكتب نتنياهو في بيان بأنّه "يَستحيل تحقيق هدف الحرب من دون القضاء على حماس وترك أربع كتائب لحماس في رفح. على العكس، من الواضح أنّ أيّ نشاط (عسكري) كثيف في رفح يتطلّب أن يُخلي المدنيّون مناطق القتال".

وأضاف البيان: "في هذا السياق، أمر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، القوّات والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بتقديم خطة مركبة لإجلاء السكّان والقضاء على كتائب" حماس في المدينة التي تُمثّل الملاذ الأخير للنازحين الهاربين من الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر.

من جهتها، دانت الرئاسة الفلسطينيّة، الجمعة، بشدّة تصريحات نتنياهو حول "خطط مواصلة العدوان الإسرائيلي في رفح".

وقالت الرئاسة الفلسطينيّة في بيان إنّ هذا "يُشكّل تهديدا حقيقيا ومقدّمة خطيرة لتنفيذ السياسة الإسرائيليّة المرفوضة، التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".

ويتكدس أكثر من مليون شخص، نزحوا جنوبا بعد أربعة أشهر من القصف الإسرائيلي، في رفح والمناطق المحيطة بها على حدود القطاع الساحلي مع مصر التي عززت الإجراءات الأمنية مخافة حدوث نزوح جماعي.

وحذّرت الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا في الحرب، من وقوع "كارثة" في رفح.

وقالت واشنطن إنها لن تؤيد أي عملية عسكرية لا توفر الحماية للمدنيين، وأطلعت إسرائيل على مذكرة جديدة للأمن القومي الأميركي تذكّر الدول التي تتلقى أسلحة أميركية بالالتزام بالقانون الدولي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين: "لا توجد معايير جديدة في هذه المذكرة. نحن لا نفرض معايير جديدة للمساعدات العسكرية". وأضافت "لقد أكدوا (الإسرائيليون) استعدادهم لتقديم هذا النوع من الضمانات".

وقبلها قال نائب المتحدّث باسم الخارجية الأميركيّة فيدانت باتيل الخميس إنّ واشنطن "لم ترَ بعد أيّ دليل على تخطيط جاد لعمليّة كهذه"، محذّرا من أنّ "تنفيذ عمليّة مماثلة الآن، من دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة" نزح إليها مليون شخص، "سيكون كارثة".

وبعد ساعات، وجّه الرئيس جو بايدن انتقادا ضمنيا نادرا إلى إسرائيل. وقال إن "الردّ في غزّة... مُفرط"، مؤكّدا أنّه بذل جهودا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيّين.

وأنهى وزير الخارجيّة الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، جولة إقليميّة هي الخامسة له منذ اندلاع الحرب، سعى خلالها للدفع في اتّجاه هدنة طويلة تُتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وإيصال مزيد من المساعدات. وتُواصل واشنطن العمل للتوصّل لصيغة اتفاق بالتعاون مع الدوحة والقاهرة.

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "قلقه" إزاء هجوم على رفح، محذرا من "تداعيات إقليميّة لا تُحصى". ورأى أنّ "عملا مماثلا سيزيد في شكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني".

وقال فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الجمعة، إنّ "هناك شعوراً بالقلق" في رفح لأنّ الفلسطينيين الذين تضيق بهم المدينة "لا يعلمون البتّة إلى أين يمكن أن يذهبوا".

من جهته، أعلن مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنّ الخطّة الإسرائيليّة لمهاجمة رفح "تثير القلق"، مضيفا أنّ "هذا الأمر ستكون له تداعيات كارثيّة، تُفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلا، (فضلا عن) خسائر لا تُحتمل في صفوف المدنيين".

ويجتمع وزراء خارجيّة فرنسا ستيفان سيجورنيه وألمانيا أنالينا بيربوك وبولندا رادوسلاف سيكورسكي الاثنين قرب باريس لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط.

وأفاد شهود بتسجيل غارات جوّية مكثّفة فجر الجمعة في وسط قطاع غزّة وجنوبه.

وأوضح موظّف في الأونروا طلب عدم كشف اسمه "لاحظنا في الأيّام الأخيرة أنّ النازحين يفضّلون النزوح من المناطق الشرقيّة الجنوبيّة في رفح باتّجاه المناطق الغربيّة.. يعتقدون أنّ أيّ اجتياح سيبدأ من شرق رفح".

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر عقب هجوم مباغت شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيّون، بحسب أرقام رسميّة إسرائيليّة.

كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 أسيرا تقول إسرائيل إنّ 132 بينهم ما زالوا محتجزين في غزّة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنهم قُتلوا، حسب أرقام صادرة عن مكتب نتنياهو.

وتردّ إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 27,940 شخصا غالبيّتهم نساء وأطفال، حسب أحدث حصيلة لوزارة الصحّة التابعة لحماس.

وقالت الوزارة إنّ 107 فلسطينيين على الأقلّ قتلوا في القصف الجوّي الإسرائيلي، خصوصا في رفح وخان يونس، خلال الساعات الأخيرة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، عن معارك دارت الخميس في مختلف أنحاء قطاع غزّة، مشيرا إلى مقتل 15 خصوصا في خان يونس.

في موازاة المسار العسكري، تستمر الجهود الدبلوماسيّة لوقف الحرب.

وبدأت في القاهرة الخميس مباحثات جديدة تقودها مصر وقطر، سعيا إلى اتّفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، بعد رفض الأخيرة مقترحات للحركة بشأن هذا الاتّفاق في وقت سابق هذا الأسبوع.

وأكّد مسؤول قريب من حماس لـ"فرانس برس"، الخميس، أنّ الحركة ما زالت ترغب في مناقشة وقف النار بعد رفض إسرائيل مقترحاتها الأوليّة.

إلى ذلك، شدّد وزراء خارجيّة السعوديّة وقطر والإمارات والأردن ومصر، على ضرورة اتّخاذ خطوات "لا رجعة فيها" لإقامة دولة فلسطينيّة، خلال اجتماع عقدوه ليل الخميس في السعودية.

وأفاد مصدران دبلوماسيّان مطّلعان على التحضيرات للاجتماع، بأنّ الهدف منه كان صياغة موقف عربي موحّد بشأن الحرب.

وأكّد المجتمعون "ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزّة والتوصّل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيّين وفقا للقانون الإنساني الدولي، ورفع كلّ القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانيّة إلى القطاع"، وفق وكالة "واس" السعوديّة الرسميّة.