في محاولة جديدة لتزييف الوعي وتشويه الحقائق، سعت المليشيات الحوثية إلى النيل من موقف الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح تجاه القضية الفلسطينية، عبر بث تسجيل قديم على قناتها الفضائية لمكالمة هاتفية جمعته برئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك، خالد مشعل. غير أن هذه المحاولة ارتدت عكسيًا، لتتحول من أداة تشويه إلى شهادة سياسية موثقة تلمّع موقف الزعيم صالح وتبرز حكمته وحرصه الصادق على حقن الدم الفلسطيني.
فقد بدأت المكالمة بإشادة واضحة من خالد مشعل بمواقف الزعيم علي عبدالله صالح الداعمة للقضية الفلسطينية، معبرًا عن شكره وتقديره لمواقفه الوطنية والعربية الثابتة والأصيلة. كما كشفت المكالمة حرص الزعيم صالح على أرواح الفلسطينيين، حين دعا إلى إيقاف إطلاق الصواريخ التي تمنح الكيان الصهيوني ذرائع لشن عدوانه وارتكاب المجازر بحق المدنيين، دون أن تحقق تلك العمليات أهدافًا استراتيجية حقيقية.
لقد كانت القضية الفلسطينية في صميم اهتمامات الزعيم القائد علي عبدالله صالح، بل قضيته الأولى، حيث عُرف كأحد أكثر القادة العرب تمسكًا بها ودفاعًا عنها، وعداءً للكيان الصهيوني الغاصب، وحرصًا على توحيد الصف الفلسطيني. وقد تجلّى ذلك بوضوح في جهوده المتكررة لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس، واستضافة جولات المصالحة بينهما أكثر من مرة.
إن مواقف الزعيم صالح من القضية الفلسطينية ليست محل جدل أو تأويل، فهي معروفة لدى الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة، ومدونة في سجل النضال العربي، ومحفورة في ذاكرة الشعوب العربية، وهي أكبر وأقوى من كل محاولات التشويه التي تسعى لتنفيذها المليشيات الكهنوتية وغيرها.
لقد فشلت مزايدات المليشيا الحوثية فشلًا ذريعًا، وقوبلت بردود سياسية وإعلامية قاسية أعادت استحضار سيرة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، ومواقفه النضالية الداعمة للقضية الفلسطينية منذ عقود، سياسيًا وعسكريًا وماليًا ومعنويًا. فقد احتضنت اليمن في عهده المناضلين الفلسطينيين، وفتحت معسكرات تدريب للمقاومة الفلسطينية في عدد من المدن اليمنية، وصدح بمواقفه القومية الصريحة والشجاعة في القمم العربية والإسلامية، وفي المؤتمرات والمحافل الإقليمية والدولية والأممية، مؤكدًا أن فلسطين ستظل القضية المركزية للأمة العربية.