آخر تحديث :الجمعة-07 نوفمبر 2025-01:02ص

بيان عسكري ضد مقال

الجمعة - 07 نوفمبر 2025 - الساعة 12:46 ص

محمد عبيد
بقلم: محمد عبيد
- ارشيف الكاتب


في زمن صار فيه السؤال جريمة كتب مركز صنعاء عن الانفلات الأمني في تعز، فاستيقظ محور طور الباحة ليعلن اكتشاف “مؤامرة لإسقاط المدينة”. بيان عسكري وتحريض ضد مقال مدني، كأن البندقية قررت أخيراً أن تحاكم القلم بتهمة الحبر الزائد.


في قلب هذه الفوضى يبرز ماجد المذحجي Maged Almadhaji ككاتب وباحث نادر في زمن اختلط فيه الصمت بالخوف والحبر بالمخاطر. ليس مجرد صحفي يكتب، بل باحث دقيق يرصد ويحلل بعين حيادية، ويحول الوقائع إلى أدوات للنقاش الحضاري بعيداً عن العاطفة أو التضليل. هو من يكتب بصوت العقل حين يختبئ الآخرون وراء البنادق، ومن يضع الحقيقة أمام المتابع قبل أي شعار أو مصلحة حزبية. أخلاقه المهنية وثباته على المبادئ يجعلانه حجر الزاوية في أي مؤسسة بحثية تبحث عن الاستقلالية، وهو مثال حي على أن الكلمة حين تُستخدم بحكمة، أقوى من كل بيان عسكري أو حملة تحريضية.


حزب السلاح يرى في كل نقد خيانة، وفي كل بحث تحريضاً ممولاً، بينما القتلة الحقيقيون يتجولون بحرية بين نقاط التفتيش.. بعد اغتيال إفتهان المشهري كان المنتظر تحقيقاً ومساءلة لا هجوماً على من سأل: من قتلها؟ لكن أسهل الطرق لتغطية الفشل أن تتهم الآخرين بالمؤامرة.


الحملة على ماجد المذحجي ومركز صنعاء للدراسات ليست سوى مسرحية سيئة الإخراج لمهاجمة كل من يطالب بدولة تحكمها القوانين لا البنادق. التهكم هنا واجب وطني: كيف يدافع محور عسكري عن مدينة بالبيانات بينما يعجز عن حماية أبنائها من القتلة؟ وكيف يخاف من مقال أكثر مما يخاف من مجرم؟


تعز لا تسقط بمقال بل حين يتحول النقد إلى تهمة والمساءلة إلى “استهداف”. من يهاجم الباحثين لا يحمي الوطن بل يخاف من مرآته.


محمد عبيد

من صفحة الكاتب على موقع فيس بوك