في مطلع فبراير 2011 خرجنا كـ طلاب بجامعة صنعاء باحثين عن دولة مواطنة ومؤسسات وطنية ، كان حلمنا كبير وخبرتنا السياسية صفر ، و فهمنا للواقع وتركبية البلاد وبنية النظام قاصرة..!
كنا طموحين و نحلم بدولة وطنية جامعة ، و لا شك أن بعضنا متأثر بالشحن الكبير لإعلام المعارضة ، كان خطابهم الأعلامي والشحن الكبير ضد النظام فيه نوع من المبالغة وجزء منه غير واقعي وفيه نوع من التجني...!
للنظام السياسي الحاكم اخطأ كبيرة ، جوانب فشل و قصور وتكلس والفساد موجود ، والإنتقائية وجوانب قصور جمّ ، كانت المرحلة تحتاج لبرنامج إصلاحات إدارية داخل بنية النظام السياسي وفق برنامج أقتصادي ، يركز على التنمية البشرية وتنمية الموارد ، وتأسيس بنية تحتية حديثة لمنشاءات صناعية وتكنولوجية ، ومشاريع زراعية من خلال الطاقة المتجددة..!
ما حدث أننا كنا شباب يافعين لا يعرفوا مع من هم و ضد من والقليل منا هم من كان لهم أرتباطات بقيادة المعارضة وقواها المستحوذه آنذاك و هم من ترونهم اليوم في مواقع حكومية ؟!
و يمكن الإشارة هنا الى أن اخطأ النظام السياسي و اخطأ معارضوه، ونحن بينهم في الوسط لا نعلم مع من منهما ، قادت الى إسقاط هامش الدولة الوطنية ، وأدت الى إنهيار تام للدولة ، مما سهل مهمة إدارة البلاد بالنفوذ ، وما عزز ذلك دون شك هو في الأساس وجود و تحرك الحوثي كـ ذراع إيراني ، فقد دفع القوى المناوئة له الى اللجوء للخيارات الصعبة ..!!
و بما أن الحوثي نقيض لفكرة الدولة الوطنية والمواطنة المتساوية والعدل الإجتماعي والتساوي في الحقوق والواجبات، مشروع جباية ونفوذ إيراني ، فقد أتاح مجال ومنح الذرائع لتبديد فكرة الدولة الوطنية..!
و بات اليوم جزء كبير من هم في اليمن عبارة عن وكلاء وكنتونات نقضية لفكرة الدولة الوطنية، و نقيض تماماً لما كان ماثلاً قبيل أنقلاب جماعة الحوثي على الدولة الوطنية كفكرة و جسم و نظام سياسي وهامش ديمقراطي وحقوق وواجبات ....!