بدءأ ببديء نؤكد أن ولاؤنا لشرعيتنا ، ولوطننا الحبيب لا حدود له، ونفخر بالشرفاء من منتسبي المحليات ، لكن النقد الصادق ليس جريمة تستوجب الإقصاء و التهميش ، بل مشاركة في الإصلاح.
سمعنا كثيراً عن برامج للتنمية الادارية وضرورة تأهيل الكوادر المحلية التي تعنى بالخدمات وأهمية تسلحها بالمهنية و المنهجية, وحتى الآن لم نلمس أياً من التغيرات الطارئة في إيجاد منظومات عمل إدارية قيادية صائبة.. ولا أحد يعرف تماماً أين يكمن سر البطء الحاصل, وعدم التمكن من الوصول الى تلك الهيكلية المناسبة والضرورية لإجراء نمطية التعامل والتعاطي الصحيحين..!
فلا البرامج التأهيلية التدريبية ولا تلك التنمية الإدارية فلحتا في تقديم أي صبغة تغييرية تشعر المواطن بنجاعة شعارات المحليات التي تم إطلاقها من سنوات خلت.!!
#اليوم تعز لا تحتاج لمحليات ترتكز في عملها علي معايير الولاءات السياسية، و الجهوية ، و المناطقية ، و ينحصر دور أغلب منتسبيها في الاستنفاع من مناصبهم أكثر من خدمة المواطن ، و ليسوا سوي مجرد محللين ومشاركين بالفشل والفساد ...
و تعز لا تحتاج لممثلي مجالس محلية يتقنون الوقوف أمام الكاميرات ما إن يحفظ أحدهم سطرين حتى ينفخ صدره و يتعالى على الخَلق، ويمنح نفسه رتبة العبقري في زمن السطحية، بل تحتاج لرجال دولة يتقنون فن الإنصات، و يتحلون بالشجاعة لقول "لا" للفساد و"نعم" لحقوق الناس.
المنصب ياهؤلاء : ليس ميدالية تُعلّق على الصدر، ولا وسامًا يُتباهى به، بل هو أمانة واختبار، وتكليف وليس تشريف ، يعني أن ترى نفسك خادماً لا سيّداً، و تحمل همّ الناس قبل منصبك وأن تُراعي مصالح الآخرين ..
#مؤسف أن تُختزل طموحات الناس في زيارات مفاجئة و لقطات دعائية لمسؤول محلي ، في وقتٍ تُطفأ أنوار الأمل في وجوه البسطاء.!!
إن معايير النجاح الحقيقي لاي عضو محلي قاس بمدى تحسّن حياة المواطنين في عهده ، وبما يتركه من أثر إيجابي على أرض الواقع، ، لا بعدد المتابعين في وسائل التواصل أو عدد الصور المنشورة في مواقع الكذب والتضليل الإلكترونية .
المواطن البسيط يدافع عن حقوقه، يطالب بحل مشاكله، ويقف وحده، بينما تلتزم المحليات الصمت وكأن الأمر لا يعنيهم...
أين دوركم؟!؟ أين صوتكم؟!؟أنتم من يُفترض أن تكونوا في المقدمة، توصلون مطالب الناس، وتسعون لحل قضاياهم العالقة. ما فائدة ألقابكم ومناصبكم إن كنتم لا تتحركون من أجل الدفاع عن حقوق المواطنين ؟!؟
تعز تمر بظروف صعبة، وهناك قضايا تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، فهل يُعقل أن يبقى المواطن وحده يطالب بحقوقه بينما أنتم صامتون؟!؟ هل أصبحت مكانتكم و مناصبكم مجرد أسماء بلا تأثير؟!؟
الصمت في مثل هذه الظروف يعني التخلي عن المسؤولية. وإن كان المواطن العادي هو الوحيد الذي يدافع عن نفسه،ويطالب بحقوقه فماذا بقي لدوركم؟!؟الناس بحاجة إلى من يتحدث بصوتهم، لا من يختفي حين يحتاجون إليه ،لا يوجد تبرير منطقي لاغلب هؤلاء اللاموجودين سوى أنها خيانة للامانة ودعوى للإفساد والخراب،
أساساً لا يوجد أي مؤشر لصلاح هؤلاء حتى يتمكن الناس من الوثوق بهم والإيمان بأي قضية يروجون لها ... ونوصي لضبط المحليات ومحاسبة المخطئين والمقصرين ، بأعتماد نتائج التقييم الدورى للقيادات الحالية ، وتطبيق مبدأ العدالة في التعيينات والإخلاص للعمل ، و اعتماد مفاهيم الشفافية والنزاهة ،ومبدأ البقاء للأصلح ، وإستبدال الغياب والمتوفين و الاستفادة من التجارب الناجحة لرفع كفاءة المحليات.
#ختامآ لكل من تصدر المشهد في محليات تعز نقول : لا قيمة لأي منصب إن لم تكن فيه خادمًا للناس. ولا بركة في أي مسؤولية لا تشعرك بثقل الأمانة. ، وإن لم تتحرك "اليوم" لأجل تعز و مواطنيها الصابرين ، فغدًا قد لا يُذكرك أحد،. فلنكن على قدر الحلم… لا على قدر الصورة. ولتكن تعز هي الهدف ،.. لا المنصب.
" والله غالب علي امره "
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )