إن أسرًا مثل بيت جحّاف وبيت الجُرموزي ليست من جذور القبائل اليمنية الأصيلة، بل تنتمي إلى السلالة المتوردة التي قَدِمت إلى اليمن منذ قرون، واستوطنت البلاد دون أن تكون جزءًا من نسيجها القبلي.
ولهذا، اعتبرتهم الأعراف القبلية بمسمى : الهجر ، أي خارجين عن منظومة الدم والعصبية والثأر لا يُحمَّلون غُرمًا، ولا يُستدعون قتالًا، ولا يدخلون في ثارات، ولا يملكون أرضًا إلا ما يُمنَح لهم من فضل القبائل وزكاتها وصدقاتها.
واليوم يعيد التاريخ نفسه في قضيتي جحاف والجرموزي:
أبناء ريمة وقفوا إلى جانب السلالي جحاف الذي استوطن أرضهم ويسبّ اليمنيين ليلًا ونهارًا.
وأبناء خولان وقفوا مع السلالي الجرموزي الذي استوطن ارضهم وهو ممن لعن الصحابة وأمّهات المؤمنين في قصائده المعروفة!
ولذلك، لم نرَ أحدًا من أبناء عم جحاف أو الجرموزي يساندهما أو يحضر الموقف المخجل الذي حصل بينهما، وهو الموقف الذي خَزِيَ فيه وجه المشائخ والقبائل اليمنية التي استضافتهما.
فالقبيلة الحقة لا تقف مع من يسيء إليها أو يتعالى على أعرافها او على عرض وشرف اي يمني ، ولو كان الموقف في غير هذا الموقف لما انتهى على هذا الشكل، لأنه مسّ الشرف والعِرض، ولو كان غير الجرموزي من سبّ وقذف ، لكان اليوم في السجن أو مختفيًا لا يُسمع له أثر او راح انتقام للشرف ، ولكن تداعى المشائخ لإنقاذه لأنه سلالي قام بواجب معين بتوجيهات معينة، ولذلك تم كلفتتة الموقف بثور مقبول مرجوع وعرض بقي مهدور ..
أما الغطرسة التي أظهرها الجرموزي ورفضه الاعتذار، فهي كبيرة في ميزان العُرف القبلي لا يقبلها الرجال، ولا تُغتفر إلا بذلٍّ واضح واعتذار صريح ولكن الضبيبي قبل هذا الموقف المخجل الذي كان يجب ان يرفض ذلك الحضور دون حضور الجرموزي واعتذاره شخصياً .
وفي النهاية تبقى القصة كما يقول المثل السلالي المعبّر:
“الحجر من القاع، والدم من راس القبيلي.”
وهكذا كان الضبيبي الذي صاهر من تلك السلالة ،ضحية خطأ عمره، وسيدرك يومًا كم كانت تلك المصاهرة باهظة الثمن على اسمه ومكانته بين قومه ان كان له مكانة في الأصل..
وفي النهاية :
نطالب المشائخ الذين حضروا من خولان لهذا الموقف بناء على التوجيهات الصادرة اليهم بانصاف الاخت سحر الخولاني مما اصابها من سب وقذف وشتم من سلالي المسيرة وهي الأحق بأن تتداعى لها القبيلة أخذ بحقها ممن اساء اليها..
ام انه لا عمل للمشائخ الا بتوجيهات !!؟