منذ تكليف الدكتورة إيلان عبدالحق بإدارة صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز مؤقتاً لمدة تسعين يوماً عقب اغتيال رئيسته الشهيدة أفتهان المشهري في سبتمبر الماضي، يشهد الصندوق سلسلة من القرارات المثيرة للجدل التي أعادت إلى الواجهة أسماءً كانت المشهري قد أقالتها سابقاً بتهم تتعلق بالفساد وسوء الإدارة.
أحدث تلك القرارات تتمثل في إقالة مدير الحسابات خالد الحُمري وإعادة تعيين الراقد للظُهر صخر القدسي بديلاً عنه، وهو صهر وكيل محافظة تعز خالد عبدالجليل الملقب بغُرَير العسل.
القدسي وآخرون من المتورطين بالفساد أُعيدوا إلى أعمالهم رغم أنهم كانوا قد أُقيلوا من مناصبهم بقرار من الشهيدة أفتهان، ضمن حملة تطهير واسعة داخل الصندوق بعد كشفها تجاوزات مالية وإدارية كبيرة.
وبحسب مصادر خاصة، فقد قامت الدكتورة إيلان خلال فترة وجيزة بتوظيف أحد عشر شخصاً دفعة واحدة، بينهم شقيقها، للعمل في قسم الدعاية والإعلان، ما أثار موجة من التساؤلات حول دوافع ومبررات تلك التعيينات. كما تتحدث معلومات عن توظيف عشرين آخرين لم يتسنَّ لنا التحقق من صحتها بعد.
وأكدت مصادر مطلعة أخرى أن إيلان عبدالحق كانت تسعى لفرض شقيقتها لرئاسة الصندوق، إلا أنها تراجعت عن الفكرة، وتعمل حالياً على تعيينها لإدارة مصنع تدوير النفايات الذي أسسته الشهيدة أفتهان وناضلت من أجل إنشائه.
ويرى مراقبون أن ما يحدث داخل الصندوق يشير إلى محاولة لإعادة تمكين شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان ولوبي الفساد داخل المحافظة، في خطوة تُعد انتكاسة لجهود الإصلاح التي قادتها الشهيدة أفتهان المشهري، والتي نجحت خلال فترة إدارتها القصيرة في إعادة الانضباط المالي والإداري للمؤسسة.
ويخشى موظفون داخل الصندوق أن تكون هذه القرارات مقدمة لعودة شبكات الفساد القديمة التي ظلت لسنوات تتحكم في موارد الصندوق وتحوّله إلى أداة للنفوذ الحزبي بدلاً من أن يكون مؤسسة خدمية للمواطنين.
ويرى ناشطون أن ما يجري داخل الصندوق لا يمكن اعتباره مجرد “قرارات إدارية”، بل مؤشرات خطيرة على إعادة إنتاج الفساد تحت غطاء رسمي.
ويطالب هؤلاء بفتح تحقيق عاجل وشفاف حول قرارات اعادة الفاسدين للعمل، ومراجعة السجلات المالية والإدارية، مؤكدين أن السكوت عما يحدث يمثل إهانة لدم الشهيدة أفتهان المشهري التي دفعت حياتها ثمناً لمحاربة الفساد في هذه المؤسسة.