آخر تحديث :الجمعة-10 أكتوبر 2025-08:00ص

نهاية حقبة المتاجرة.. القضية الفلسطينية تخرج من قبضة الميليشيات

الخميس - 09 أكتوبر 2025 - الساعة 11:53 م

حسين الوادعي
بقلم: حسين الوادعي
- ارشيف الكاتب


الغياب التام لإيران عن المشهد الفلسطيني مفهوم، وهو إنجاز كبير بعد أن اختطفت القضية وتاجرت بها خلال العشرين سنة الأخيرة. وإضافةً إلى صعود خيار حلّ الدولتين وسقوط خيار الانتحار المسلّح، تعود القضية الفلسطينية إلى يد الدول والأنظمة العربية الداعمة، وتخرج من يد الميليشيات (حزب الله، حماس…) التي دمّرت القضية ودمّرت مجتمعاتها في الوقت نفسه.


أعتقد أن نجاح مصر في مفاوضات الفرصة الأخيرة، مقابل تراجع دور قطر التي خلطت بين دور الوساطة ودور الاستثمار السياسي، يشير بوضوح إلى عودة القضية إلى دول "محور الاعتدال العربي"، وخاصة السعودية ومصر.


وعلى المستوى الدولي، تلعب فرنسا وبريطانيا دوراً محورياً في الحشد الدولي لحلّ الدولتين، وهو الحل الذي يؤيّده ترامب أيضاً.


ليست الأوضاع ورديّة، لكنها بدايةٌ هامّة لعودة الروح إلى الفلسطيني وإلى القضية.

ليس هناك ما هو أهم من انقاذ الدم الفلسطيني مهما كانت التنازلات ..

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تقم حماس بإطلاق سراح الرهائن منذ البداية وتجنيب الفلسطينيين جحيم الإبادة التي أشعلتها إسرائيل بذريعة الرهائن؟


وحماس اليوم في أزمة مركبة؟ فقرار اطلاق الرهائن من ناحية قرار صحيح لأنه الخيار الوحيد المتاح للحفاظ على ما تبقّى من غزة، وهو في الوقت نفسه قرار متأخر جدًا يضع حماس أمام محكمة الدماء المسفوكة في حرب عبثية منذ بدايتها، لكن عبثيتها تأكدت بموافقة حماس بعد سنتين على ما كان مطروحا أمامها منذ البداية.


ولمن لا زال ينكر… حماس وافقت على صفقة أعطت نتنياهو كل ما يريد وبالمجان وحتى دون أي ضمانة بوقف الحرب. والأيام القادمة كفيلة بكشف المستور.

فهل كان من الضروري ان تصل صواريخ نتنياهو الى قصور القيادات الحمساوية الفارهة في قطر ليكونوا مستعدين للمضي في طريق كان متاحا أمامها بلا وساطات ولا تضحيات ولا مذابح؟!