دأب دخلاء الكهنوتية السلالية على التلون وتبديل جلودهم من حين لآخر، وتغيير خطاباتهم وفقًا لنبض الشعب اليمني، وبناءً على المعطيات الإقليمية والدولية، فعند شعورهم بنشوة السيطرة يخرج خطاب "إمامة ولاية الفقيه"، وعندما تشتد الأمور أقليميًا يتم الرجوع خطوة للخلف لخطاب "الإمامة الزيدية البغيضة"، وعندما يواجهوا ضغط شعبي داخلي يقبض على أودّاج رقابهم المُتعفّنة، فإنه يتم الرجوع خطوتين للوراء والتستر خلف الخطاب "الجمهوري"!.
وفي الحقيقة، أن الفترة ما بين ٢٠١٩ - ٢٠٢٤م، تسمى بفترة "خماسية إسدال ستار التَّقِيَّة" وتعد مرحلة التعري والانكشاف الكامل، حيث شعرت الكهنوتية السلالية بنشوة غير اعتيادية وصلت بهم إلى ذروة الغطرسة التي أزاحت معظم الأقنعة الخادعة، وأخرجت بعض مما تضمره نفوسهم الكريهة سواءً عبر الخطابات أو اللقاءات أو التصريحات أو الكتابات أو التعاملات مع أبناء الشعب اليمني!. علاوة على ذلك، في نفس تلك الفترة أحس "فقهاء الزيدية البغيضة" بالاسترخاء التام، فتحدثوا دون تَّقِيَّة، فتبّين سوءاتهم المعلومة للبعض لا الكل، وصولًا إلى ارتياح أدوات الكهنوتية التاريخية القذرة ممن تطلق عليهم السلالية باستهانة واستنقاص بـ "خدام خدام الجرافي" الذين تأثروا من نشوة أسيادهم، ونبت لهم ريش وظهرت لهم قرون، فتوهم جميعهم (الكهنوتية السلالية وفقهائها وأدواتها التاريخية القذرة) بأنهم سوف يطيروا بريشهم فوق جثث أبناء اليمن، وبأنهم قد تمكنوا بقرونهم المؤقتة المهترئة من رقاب أحفاد سبأ وحِميّر!.
وكما هو المعتاد، فقد ظل خطاب الكهنوتية السلالية المرتبط بنظام الحكم خلال العقود الأخيرة مراوحًا ذهابًا وإيابًا بين إمامة ولاية الفقيه، والإمامة الزيدية البغيضة، والجمهورية!. ولقد أَتَتْ رحلة الإياب مؤخرًا، فظهر أحد أحفاد دخلاء كهنة الآل بخطاب مفاده بـ "أن الجمهورية بخير، وأن نكبة ٢١ سبتمبر أَتَتْ لتحافظ على أهداف الـ ٢٦ من سبتمبر المجيد، وصولًا للإشارة بأن شروط الجمهورية للحكم أسهل لهم من شروط إمامة الزيدية البغيضة"، وختم الحديث بقوله جمهورية ومن قرح يقرح؛ ولكن لسانه تَلَكَّأَ عن ذكر بقية الأبيات الشعرية المتمثلة بـ "خرج بشرشف وبركاله"!.
وسوف أتجاوز هنا مقارنة النقيضين المتنافرين كليًا، المتمثلين بأهداف سبتمبر أبناء اليمن وأهداف نكبة سبتمبر بقايا دخلاء أحفاد الكهنوتية السلالية، وسوف أتطرق سريعًا للجزئية الأخيرة المتمثلة بشروط الحكم الجمهوري، وشروط الحكم في الزيدية البغيضة!.
يحاول دخلاء الكهنوتية السلالية جاهدين تضليل أبناء الشعب اليمني بأن شروط الزيدية للحكم أصعب لهم من شروط الجمهورية، وذلك منافيًا للصحة ومعاكسًا للمنطق، حيث ان أحد شروط الزيدية البغيضة سحبت الحكم والسلطة من تحت أبناء اليمن أحفاد سبأ وحِميّر، وسلمت السلطة والثروة لبطون بقايا دخلاء الكهنوتية السلالية!. ثم أن الجمهورية تشترط على من يتولى الحكم بأن يكون "يمني" الانتماء والهوية والانتساب (أبوين يمنيين)، وأن يكون مستقيم الأخلاق والسلوك، وأن لا يكون صدر ضده حكم قضائي في قضية مخلة بالشرف أو الأمانة، وغيرها من الشروط؛ وكل تلك الشروط لا تتوافر في بقايا دخلاء الكهنوتية السلالية؛ لان سجل سلوكياتهم اللا أخلاقية شائعة ومألوفة، وعدم انتمائهم للأرض معلومة، وافتِقار انتسابهم لليمن معروفة، وتنافرهم الكلي مع الهوية اليمنية ذائعة، وقائمة أفعالهم المخلة بالشرف والأمانة سواءً التزويرية أو التحريفية أو المُخزية مليئة ورائِجة، وسجل جرائمهم التاريخية بحق أبناء اليمن طيلة القرون الطويلة السابقة تضعهم في أماكن ضيقة أخرى، لا في سدرة الحكم!. والدليل الواقعي الملموس على كل ما سبق وعلى سهولة شروط الجمهورية لوصول الكهنوتية السلالية للحكم، أن رؤساء فترة الجمهورية الأولى كانوا من الأرومة اليمانية، ولم يتمكن أحفاد دخلاء الكهنوتية السلالية الوصول لذلك المقعد حتى وأن كانوا في الفيء يقعدون بين رجلي الرؤساء، وفي ظلمة الليل يلتفون حول أعناق الحكام اليمانيون!.
ختامًا، من ازاحته شروط الجمهورية الأولى عن سدرة الحكم، ووقفت حجر عثرة في طريقة، فإنه سيحاول جاهدًا العودة من ثَقَبَ شروط الزيدية البغيضة وشَقَّها، ولا بد من دفن ذلك الثَقَبَ وإزالة ذلك الشَقَّ، وللأبد!. وأيضًا، إذا كانت شروط الجمهورية الأولى قد أخرجت كهنة الآل من سدرة الحكم فقط، التي وصفها أحد أحفاد بقايا الدخلاء بأنها أسهل وأبسط لهم للوصول للحكم، فإن شروط الجمهورية الثانية لأحفاد سبأ وحِميّر، والأكثر سهولة والأوفر بساطة، سوف تخرجهم من الحكم والبطانة والأروقة، وسوف تطهر الأرض بأثر رجعي من جرائمهم المتواصلة وجناياتهم الممتدة لقرون طويلة بحق أبناء الشعب اليمني!.