تقول له :كفاية نهب !
يقول لك: طيب وهُم قدهم ينهبوا من عام ٩٤م.
تقول له :ليش كل هذه الجبايات وكل هذا الكم من الفساد والقهر ؟.
يقول لك: طيب وفي محافظة تعز قد هم ياخذوا جبايات ،وصنعاء ينهبوا الناس، وإلا بس حامين علينا.
تقول له: لا تبسطوا على ما تبقى من مؤسسات ومساحات.
يقول لك : أيام عفاش قد كانوا يبسطوا، ليش مركزين على اصحابنا ،والدحابشة شلوا كل حاجة؟ .
يا طبل، أنت بهذا المنطق تنافسهم بالقبح والبشاعة ،فلماذا تصر على مقارنة نفسك بمن هو أسوأ منك وليس بمن هو أفضل منك وتصر ايضا أن تفعل هذا باسم الجنوب ؟ فهذه المقارنة التافهة لن تحسّن صورتك المشوهة او تلتمس بها عذرا، فالناس لم يقدموا كل هذه التضحيات ليستبدلوا لص بلص او فاسد بفاسد...وبالتالي فانت تقدّم نفسك كنسخة وقحة للاحتلال ونموذج فج للنهب وقلة الحياء، بل وسخافة بالمنطق .
فما الفرق إذن بينك وبينهم إن كنت تمارس نفس السلوك ؟.
فبدلاً من أن تستعيد ما نُهب تنهب ما بقي.. وبمنطقك الكريه هذا تحمِل الناس على أن يمقتوا مشروعك التحرري المزعوم ،وتجعلهم كارهين يترحمون على الظالم السابق الاقل ظلما، والأقل وقاحة.
وبدلًا من ان ترفع مظلمة على الناس الذين تسلقت عل أكتافهم، فأنت بغباء تقدم نفسك اشد ظلما ووقح خصما لهم، وكله باسمك يا جنوب، فيما أنت تنهب وتبسط وتتبلطج تحت راية هذا الجنوب المغلوب على أمره.
يا هذا... الإحتلال سلوك وليس تجارية ماركة مسجلة حصرا باسم جهة محددة ، فكل من يمارسه هو الاحتلال بشحمه ولحمه حتى وإن فعل هذا وهو يمسك القرآن بيد وعلم الجنوب باليد الآخرى..،فالاحتلال مسلك ونهج وليس فقط انتشار دبابات بالشوارع..
. فاحتلال النفوس وقهرها باسم المخوة وباسم التحرير هو الاحتلال والقهر بأوضح صوره ويجب مقاومته بذات أسلوب النضال والمقاومة وبنفس السلاح الذي يقاوم به كل ظالم ومحتل.. فالحالتيتن سيّان.
فظلم ذو القُربى حين يكون باسم الإنصاف ويعزف على وتر الإخوة وتحت راية العدالة الزائفة يكون أشد مضاضة وأوجع شعورا على المقهورين.
افهموا اثابكم الله.
* صلاح السقلدي